:Uncategorizedأخبار وآراءمقالات

خاطرة الوهَّاب

خاطرة
الوهَّاب
أ.د/ محمد مختار جمعة
وزير الأوقاف

الوهَّاب اسم من أسماء الله الحسنى، فهو سبحانه المتفضل بالعطايا والنعم، الذي يهب الخير العميم ويجود بالعطاء الوفير، فيعطي ما يشاء متى يشاء لمن يشاء بلا حساب ولا عوض.
فالهبة هي العطية بلا عوض، أيًّا كان نوعها، وربنا سبحانه وتعالى هو العزيز الوهَّاب، حيث يقول سبحانه: “أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الوهَّاب” (ص: 9)، يهب من رحمته لمن يشاء، حيث يقول سبحانه: “رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوهَّاب” (آل عمران: 8)، ويهب الملك لمن يشاء، حيث يقول سبحانه على لسان سيدنا سليمان (عليه السلام): “قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الوهَّاب ‌فَسَخَّرْنَا ‌لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ” (ص: 35 – 39)، ويهب الولد لمن يشاء، حيث يقول سبحانه عن سيدنا إبراهيم (عليه السلام): “وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ ‌وَجَعَلْنَا ‌فِي ‌ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ” (العنكبوت: 27)، ويقول سبحانه: “‌وَوَهَبْنَا ‌لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ” (ص: 30)، ويقول سبحانه: “يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ” (الشورى: 49 – 50).
والتعرض لفضل الله الوهَّاب يتطلب أمرين: الأول شكر الله الوهَّاب، فهو صاحب الفضل الذي يزيد الشاكرين من فضله، والآخر: كثرة التضرع إلى الله (عز وجل) واللجوء إليه، وترك المنكرات، وفعل الخيرات، حيث يقول سبحانه عن سيدنا إبراهيم (عليه السلام): “فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا وَوَهَبْنَا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا” (مريم: 49 – 50)، ويقول سبحانه في شأن سيدنا زكريا (عليه السلام): “وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ” (الأنبياء: 89 – 90).

المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى