تجفيف منابع الإخوان
تحدث المفكرون كثيرًا عن تجفيف منابع الإرهاب ، وهو أمر حتمي ، وأكدت مرارًا أن تجفيف منابع الإرهاب يقتضي تفكيك فكر الإخوان ، لكني آثرت أن يكون عنوان مقال اليوم : “تجفيف منابع الإخوان” ، لأن الإخوان صاروا هم الإرهاب عينه ، فهم الأداة الطيعة للعمالة والخيانة التي يستخدمها أعداء أمتنا لهدم أوطاننا ، ذلك أنه لم تقع دولة من الدول في دائرة الفتنة والفوضى إلا كانت جماعة الإخوان العميلة أحد أهم عوامل هذه الفتنة والفوضى إن لم تكن وقودها المشتعل.
وحتى لا ننسى أو تذبل الذاكرة فإننا يجب أن نظل نذكر بصفحات من دفاتر الإخوان السوداء، وتاريخهم في الخيانة لأوطانهم والعمالة لأعدائها ، وعدم إيمانهم بالوطن ولا بالدولة الوطنية ، واستحلالهم للتخريب والهدم وإراقة الدماء ، من منظور أن الغاية تبرر الوسيلة ، ولا حرج في أيدلوجيتهم من التضحية بعدة آلاف من الخلق في سبيل تحقيق غاياتهم وأطماعهم ، حتى صاروا عبئًا ثقيلًا على الدين والوطن والإنسانية ، فأينما حلوا حلت الفتن والقلاقل والانقسامات والاضطرابات ، لا يوفون بعهد ولا وعد ، نقَّاضون للعهود والمواثيق ، حتى صارت التقية أخص صفاتهم ، ونقض العهود أبرز سماتهم ، ليدرك الجميع أن عمالة الإخوان وخيانتهم ليست وليدة اليوم ، إنما هي جزء من أيدلوجية الجماعة منذ نشأتها وعبر تاريخها الأسود المشئوم .
ونؤكد أن عمالة وخيانة الإخوان وأبواقهم تستدعي منا جميعًا العمل بلا كلل ولا ملل من أجل كشف حقيقتهم وتعرية خيانتهم ، فهم الخطر الأكبر على الأمن القومي العربي ، والأداة الأطوع في أيدي أعداء وطننا وديننا وأمتنا ، وأن هذه الأبواق لم تفقد مهنيتها فحسب ، إنما فقدت حياءها وإنسانيتها ، إذ لا يمكن هنا الحديث عن دين أو عن أناس فقدوا كل القيم و أدنى درجات الحياء وصاروا مسخا لا يستحي من الله ولا من الخلق ولا من أنفسهم ، مما يتطلب إدراكنا لحجم المؤامرة التي يحيكها هؤلاء الخونة ضد بلدنا وأمتنا وأمن وسلام المنطقة ، كما يتطلب الضرب بيد من حديد على أيدي الخونة وأذنابهم وكل عميل أو خائن لوطنه ، كما يجب على كل المعنيين بصناعة الوعي كشف هؤلاء الخونة والمرتزقة والمتاجرين بأمن أوطانهم واستقرارها ، ونؤكد أنه لابد من تضافر الجهود لكشف طبيعة هذه الجماعة الغادرة على كل المستويات : وطنيا وعربيا وإقليميًا ودوليا ، حيث تظل هذه الجماعة شوكة في ظهر أوطاننا وأمتنا كما أراد من صنعوها و من يوجهونها ويستخدمونها أداة لضرب وزعزعة الاستقرار في منطقتنا .
لقد حاولت هذه الجماعة مرارًا وتكرارًا تغيير جلودها مخاتلة ومخادعة ، لكنها لم تغير يومًا منهجها ولا أيدلوجيتها في العمالة والخيانة وكونها رأس حربة في ظهر دولها، إذ إنهم لا يؤمنون بوطن ولا بدولة وطنية ، ومصلحة الجماعة لديهم فوق مصلحة الوطن ، ومصلحة التنظيم فوق مصلحة الأمة ، وقد أجمعت مؤسساتنا الدينية الأزهر والأوقاف والإفتاء على حرمة الانضمام إلى هذه الجماعة ، وهو ما أكدته كثير من المجامع العلمية والمؤسسات الدينية في عالمنا العربي والإسلامي وكثير من أهل العلم المعتبرين في مختلف أصقاع الدنيا، مما يتطلب تضافر الجهود لكشف طبيعة هذه الجماعة الخبيثة الماكرة ، حتى نحصن أبناءنا وشبابنا ومجتمعنا من شرورهم وخطرهم الداهم على الدين والدولة .