:أخبار وآراءأهم الأخبارمقالات

التغريدة والبوست بين البناء والهدم

  التغريدة والبوست لا يأتيهما القبول والرفض من جهة كون أي منها وسيلة تعبير , وإنما من جهة ما يتضمنه أي منهما من قيم أو ما يثيره من انحلال قيمي ، وكون ما ينشر من خلال أي منهما دعوة إلى البناء أو وسيلة للهدم .
فالمصلحون والمفكرون والكتاب الشرفاء يستخدمون هذه الوسائل للبناء الأخلاقي والقيمي وتنمية الولاء والانتماء الوطني وزيادة المخزون الثقافي والمعرفي .
أما جماعات الفتنة والضلال وعناصرها المارقة وكتائبها الإلكترونية المشئومة فستخدم هذه الوسائل العصرية للهدم والتخريب ، حيث لجأت هذه الجماعات الإرهابية ومن يسيرون في ركابها أو يدورون في فلكها إلى التركيز على مواقع التواصل بعد أن فقدت مصداقيتها في الشارع وسقطت سقوطًا سياسيًا ومجتمعيًا وأخلاقيًا ذريعًا ، فأخذت تختبئ خلف الصفحات الوهمية المجهولة مرتدية ثياب الفضيلة الزائفة .
ومما لا شك فيه أن ما تقوم به هذه الكتائب يشكل خطرًا داهمًا على أبنائنا وشبابنا وعلى نسيجنا المجتمعي ولحمتنا الوطنية .
ولكي نقضي على هذا الخطر فلا بد من تغليظ العقوبة على جرائم النشر الإلكتروني التي تهدد أمن الوطن واستقراره ، وتعتمد الكذب وبث الشائعات منهجًا ثابتًا لها على مواقع التواصل ، لا تألو على خلق ولا دين ولا وطن .
كما يجب أن نواجه هذه الحرب بما يجب أن تواجه به من فكر ثاقب وتفنيد لضلال هؤلاء الإرهابيين ، وبيان زيغهم وزيفهم وانحرافهم عن الجادة ومتاجرتهم بالفضيلة .
والخطر كل الخطر أن نقف موقف المتفرج أو المتردد , إذ ينبغي أن نكون في سباق مع الزمن لمحاصرة هذه الكتائب الإلكترونية والعناصر الإرهابية على كل المستويات : الدينية , والثقافية , والإعلامية ، بكشف عمالتها وخيانتها لدينها ووطنها , وبيان فسادها وإفسادها , وخطرها على المجتمع بأسره , مع الأخذ على أيديها بقوة , وتطبيق القانون عليها بحسم , والتأكيد المستمر الدائم أن هؤلاء المجرمين لا علاقة لهم بالإسلام , ولا علاقة للإسلام بهم , فهو منهم ومن أفعالهم براء , بل إنهم ليمثلون عبئًا ثقيلاً على الإسلام , لأنهم يشوهون وجهه الحضاري السمح , ولو أن أعداء الإسلام استنفدوا كل طاقاتهم وأخرجوا كل ما في جعابهم من سهام لينالوا من الإسلام وأهله ما نالوا منه معشار ما أحدثه هؤلاء الإرهابيون من صدع في بناء الحضارة الإسلامية الراسخة , وما أحدثوه من تشويه وخدوش وكدوح في وجهها الصافي النقي .
مع تأكيدنا على خطورة الشائعات ، فالشائعات ليس مجرد كذب ، بل هو كذب متعمد ، وافتراء ممنهج ، يؤكد أن صاحبه لا دين له ولا خلق .
وبث الشائعات أحد وسائل حروب الجيل الرابع والجيل الخامس لتدمير المجتمعات من داخلها ، من حيث التركيز على الإثارة وتشويه الرموز الوطنية ، والنيل من الإنجازات الكبرى ، والتهوين من شأنها ، والتركيز على السخرية والتهكم ، والعمل على نشر اليأس والإحباط وخلق الأزمات ، وفق خطط مدروسة وممنهجة وممولة وقائمة على شراء الذمم قبل المساحات الإلكترونية، حيث لا وازع من دين ولا خلق ولا وطنية ولا إنسانية .
ومن ثمة وجب علينا أن نعمل على تحصين شبابنا ومجتمعنا من أن يقع فريسة لهؤلاء ، وأن نسابق الزمن في كشف طبيعة هذه الجماعات حتى لا يخدع بهم الشباب النقي ، وأن نكشف ما تتسم به هذه الجماعات من احتراف الكذب والافتراء على الله (عزّ وجلّ) وعلى الناس ، وأن نعمل على إشاعة قيمة الصدق وضرورة التحري والتثبت من الأخبار ، فليس كل ما يسمع ينقل أو يقال .

 

المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى