منظومة الإسكان والعبور نحو المستقبل
مشروعات الإسكان المتنوعة ما بين استثماري واقتصادي واجتماعي بكل فئاته ودرجاته ليست مجرد آلية لتوفير مسكن آدمي ملائم للإنسان المصري ، إنما هو نقلة بكل ما تعنيه الكلمة نحو المستقبل ، ولا سيما فيما يتصل بنقل مكان المناطق العشوائية والخطرة إلى المدن الجديدة ومشروعات الإسكان الجديدة سواء بالقاهرة أم بسائر المحافظات التي تقام بها هذه المشروعات الضخمة العملاقة ، التي أسست وتؤسس على بناء وتخطيط سليم ، من استكمال المرافق والبنى الأساسية من مياه وكهرباء وغاز وصرف صحي ، وطرق ، وصحة ، وتعليم ، وأسواق ، وخلافه ، مما ينقل الناس من حياة صعبة إلى حياة آدمية تليق بالإنسان المصري في القرن الحادي والعشرين ، مما يغير كثيرًا من السلوكيات السلبية المطلوب تغييرها ، فالواقع الجديد يفرض نفسه يقينًا ، ولا سيما إذا ما صوحب ذلك بتوعية دينية وثقافية عامة رشيدة ومستنيرة ، تجعل من النقل ليس مجرد نقل مكان وإنما تجعل منه نقلة حضارية حقيقية .
على أن ما يحدث ليس نقطة النهاية ، إنما هو نقطة البداية لإخراج أبناء هذه الأسر من نمط حياة كانت صعبة إلى نمط حياة جديدة ، نعبر من خلالها جميعًا إلى بناء مصر الجديدة ، في ظل القيادة الحكيمة لسيادة الرئيس / عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية وفقه الله ووفقنا جميعًا لخدمة وطننا العزيز ، مؤكدين وسنظل نؤكد ونؤكد أن مصالح الأوطان لا تنفك عن مقاصد الأديان ، وأنه حيث تكون مصلحة البلاد والعباد فثمة شرع الله ، وأن الدين لا بد له من وطن آمن مستقر يحمله ويحميه ، وأن الأديان لا تنشأ في الهواء الطلق ، وأنه بلا وطن آمن مستقر فلا مجال لاقتصاد أو صحة أو أمن حسي أو معنوي أو خطاب ديني مستنير ، فبضياع الأوطان تقع الناس في فوضى لا تبقي ولا تذر ، لا في أمر دينهم ولا في أمر دنياهم ، مما جعل ويجعل من الحفاظ على أمن الأوطان واستقرارها والعمل على نهضتها ورقيها وتقدمها وازدهارها في شتى المجالات مطلبًا شرعيًّا ووطنيًّا وإنسانيًّا ، ذلك مع تسلحنا الجاد بالعمل والجد والإتقان في مختلف المجالات ، فديننا دين العمل لا البطالة والكسل ، حيث يقول الحق سبحانه : ” هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ ۖ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ”(الملك : 15) ، ويقول سبحانه : ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ” (الجمعة :9) ، ويقول نبينا : ” من أمسى كالا من عمل يديه أمسى مغفورا له”(رواه الطبراني).
أضف إلى ذلك ما تقوم به الدولة المصرية في أنموذج غير مسبوق بتأثيث شقق ومساكن الأسر الأولى بالرعاية وتسليمها لهم تامة الإعداد للسكن ، مؤثثة ، كاملة غير منقوصة ، في ضوء توجيهات سيادة الرئيس للاهتمام بهذه الأسر ، ومتابعة سيادته الدائمة لإجراءات وآليات التنفيذ، وإيمانًا من وزارة الأوقاف المصرية ، كان إسهامها بمائة مليون جنيه لمشروع سكن كريم بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعي ووزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية الجديدة ، ومبلغ مائة مليون جنيه للقرى الأكثر احتياجًا ، في إطار البروتوكول الموقع مع وزارة التضامن الاجتماعي ، وثلاثين مليون جنيه لتأثيث شقق الأسر الأولى بالرعاية ، مؤمنين بأن هذه هي نقطة هامة للانطلاق بهذه الأسر إلى آفاق أرحب وأوسع .