:أهم الأخبارمقالات

من مفاتيح الإجابة

    يقول رب العزة في كتابه العزيز : ” وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ”(غافر :60) ، ويقول سبحانه : ” وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ”(البقرة : 186) ، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : ” ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم، ولا قطيعة رحم، إلّا أعطاه بها إحدى ثلاث : إمّا أن يعجل له دعوته ، وإمّا أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها . قالوا: إذا نكثر، قال: الله أكثر” .

     ولإجابة الدعاء مفاتيح ، من أهمها إخلاص النية في الدعاء وصدقها مع الله (عز وجل) ، ومن أهمها أكل الحلال ، فقد سأل سيدنا سعد بن أبي وقاص (رضي الله عنه) سيدنا محمدًا (صلى الله عليه وسلم) : يا رسول الله! ادع الله أن يجعلني مستجاب الدعوة. فقال (صلى الله عليه وسلم): “يا سعد ! أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة”  .

   فمن حلت به فاقة أو ألمت به جائحة أو ضُيٍّق عليه في أمر ، فأنزل حاجته بالله (عز وجل) كفاه وأرضاه ولم يَخبْ أبدًا مسعاه ، ومن أنزلها  بالخلق ذل وهان وضاقت عليه الأرض بما رحبت ، وتنكر له الأخ والصديق ، وكانت عاقبة أمره عسرًا ، فَفَوِّضِ الأمر لمن دبرَّه فلن ترى غير الذي قدره ، وتعرف على الله (عز وجل) في الرخاء يعرفك في الشدة ، وانزع عنك لباس الحرص والطمع والجشع يسلم لك دينك وعرضك ومروءتك ، وإياك أن تعتمد على الخلق في أمرٍ مبدؤه ومنتهاه بيد الخالق وحده ، وثق أن الله (عز وجل) لا يكلف بالمحال ولا بغير المستطاع ، والخلق غير ذلك ، فكن له سبحانه يكن لك ، وكن به يكن معك ، وإذا كان هو معك فلا عليك بمن عليك  ومن معك، واعلم أن الأمر ليس في كثرة العمل ولا نوعه فحسب إنما في صدق النية فيه ، فلا تغالط نفسك عند تداخل النيات ، فالحلال بين والحرام بين ، والمشتبهات إلى الحرام أقرب ، والجنة أقرب إلى أحدنا من شراك نعله والنار مثل ذلك ، فالنجاء النجاء ، النجاء النجاء ، انج سعد فقد هلك سعيد ، والسعيد من وعظ بغيره والشقي من وعظ بنفسه ،               وقد ذكر أهل العلم أمورًا تستمطر بها إجابة الدعاء , منها أن تبدأ الدعاء بالصلاة على النبي (صلى الله عليه وسلم)؛ لأن الله (عز وجل) أكرم من أن يقبل الصلاتين ويرد ما بينهما .

   ومما تُستمطر به الإجابة ما روي عن سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنه قال : ” إِنَّ لله مَلَكًا مُوَكَّلًا بِمَنْ يَقُولُ‏:‏ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، فَمَنْ قَالَهَا ثَلَاثًا قَالَ الْمَلَكُ‏:‏ إِنَّ أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ قَدْ أَقْبَلَ عَلَيْكَ فَاسْأَلْ” ، ومنها الدعاء بصالح الأعمال ، والدعاء باسم الله الأعظم ، فعَنْ أَنَسٍ (رضي الله عنه) أَنَّهُ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ) جَالِسًا وَرَجُلٌ يُصَلِّي ثُمَّ دَعَا ” اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّ لَكَ الْحَمْدُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْمَنَّانُ بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ ” ، فَقَالَ النَّبِيُّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) : ” لَقَدْ دَعَا اللَّهَ بِاسْمِهِ الْعَظِيمِ الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ وَإِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى” .

 

 

 

المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى