تضحيات النبلاء
لا يمكن أن نصف تضحيات أبطالنا من رجال قواتنا المسلحة الباسلة وشرطتنا الوطنية في سبيل الذود عن حمى هذا الوطن بأقل من أنها تضحيات النبلاء ، الوطنيين الشرفاء ، يقول الحق سبحانه وتعالى في كتابه العزيز :” وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لا تَشْعُرُونَ” ، ويقول سبحانه :”وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ”
ويقول سبحانه: ” إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ” ، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : ” لَغَدْوَةٌ في سبِيلِ اللَّهِ ، أوْ رَوْحَةٌ ، خَيْرٌ مِن الدُّنْيَا وَمَا فِيها” (متفقٌ عليهِ) .
ويقول شوقي :
وَلا يَبني المَمالِكَ كَالضَحايا
وَلا يُدني الحُقوقَ وَلا يُحِقُّ
وللحــــــرية الحـمـــراء بـاب
بكـل يـــــد مضـرجة يــــدق
وَمَن يَسقى وَيَشرَبُ بِالمَنايا
إِذا الأَحرارُ لَم يُسقوا وَيَسقوا
وللأوطـان في دم كـل حـر
يــد سلفت ودين مستحـق
ويقول أحمد محرم :
من يسعد الأوطان غير بنيها
وينيلها الآمال غير ذويـــهـــا
ليس الكريم بمن يرى أوطانه
نهب العوادي ثم لا يحميهــا
ترجو بنجدته انقضاء شقائهــا
وهـــو الذي بقعوده يشقيهـــا
ويقول شوقي :
لــنـــــا وطـــن بأنفسنـا نقيـــــــه
وبالدنــيــــا العــريضة نفــتديـــه
إذا ما سيلتِ الأرواحُ فيــــــــه
بذلناهــــا كأنْ لم نعــــطِ شيَّــا
نقومُ على البناية ِماحيينـــــــا
ونعهَـدُ بالتَّمـــــــامِ إلى بنيـــنــا
إليْكِ نَموتُ ـ مِصْرُ ـ كما حَيينا
ويبقى وجهكِ المفديُّ حيَّا
فتحية لأبطالنا العظماء المرابطين على الحدود وفي شتى بقاع الوطن يفدونه بالنفس والنفيس ، مما يتطلب منا جميعًا أن نقف صفًا واحدًا قويًا متينًا خلف قواتنا المسلحة الباسلة وشرطتنا الوطنية ، كما يتطلب منا جميعًا كل في مجاله وميدانه العمل الجاد على كشف الخونة والعملاء والضرب على أيديهم بيد من حديد ، حفاظًا على أمن هذا الوطن وأمانه ، وعملا على رقيه وازدهاره ، ودحرًا لخصومه وأعدائه المتربصين به ، وسيحق الله الحق بكلماته ، ولن يفلح المجرمون ، لأن الله (عز وجل) لا يصلح عمل المفسدين .