:أخبار وآراءأهم الأخبارمقالات

بـــراعم طــــابــا

  للطبيعة الخلابة مظاهر عديدة ، من الأنهار والمحيطات ، فعلى شواطئها ينشأ العمران ، ويتدفق السائحون والزائرون والمتريضون ، وللأشجار والأزهار والورود سحرها وعبقها ، وللجبال شموخها ، وللصحراء رجالها ، وللسياحة الجبلية والصحراوية روادها .

  هناك في حضن الجبل تسكن كثير من القيم النبيلة : من المروءة ، والشهامة ، والرجولة ،  والنجدة ، والوفاء ، والإغاثة ، وكرم النفس واليد .

  لطابا من اسمها نصيب ، طِيبُ أهلِها ، وطِيبُ نسِيمها ، هناك في طابا وفي أحضان جبالها الشاهقة الشامخة شموخ أهلها ، وفي كل مرة نزورها نشهد أمسية وسهرة بدوية بين الجبال الشامخة والنفوس الراقية ، لنقف على وطنية وشهامة وكرم أهالي سيناء الكرام شمالها وجنوبها ، جبالها وسهولها ووديانها .

  هناك في طابا صمدت الإرادة المصرية صمود الجبال حربًا وسلمًا دفاعًا عنها ، بالدماء  وبالقانون وبالخبرة والحنكة السياسية ، حتى استعادت مصر كل ذرة رمل من ترابها في إباء وشموخ .

  هناك تقف قلعة صلاح الدين كشاهد على ما قدمته مصر عبر تاريخها العريق لأمتها ولتأمين طريق الحج ، حيث أنشأ صلاح الدين الأيوبي قلعته في قلب خليج العقبة في موضع شديد الحيوية والاستراتيجية لتأمين طريق الحج ، وقطع أيدي اللصوص ، وكنقطة دفاع متقدم عن حدود الدولة المصرية ، ثم واصلت الأجيال عطاءها ، حتى جاء الدور على أبناء قواتنا المسلحة الباسلة الذين حققوا المعجزات في حرب العاشر من رمضان1393هــ السادس من أكتوبر 1973م بقهر جيش العدو الصهيوني الذي كان يزعم أنه لا يقهر ولا يهزم ، وتحطيم خط بارليف الذي كان يقال إنه عصي على الاختراق أو حتى مجرد التفكير في ذلك آنذاك ، وواصل رجال مصر العظماء مسيرة العطاء لوطنهم بالدفاع عنه بالقانون والحجج والبراهين ، حتى استعادوا ما كان متنازعًا عليه مع العدو الصهيوني ، وكما نجحت مصر في معركة الحرب نجحت في معركة السياسة والقانون ، فاستعادت كلَّ ذرة رمل من رمالها ، وتم رفع العلم المصري على كامل ثرى طابا في التاسع عشر من مارس 1989م ، ثم جاءت عملية التنمية الشاملة لسيناء لترسخ السيادة المصرية ، فهناك في طابا وفي أقصى نقطة حدودية نرى مظاهر التنمية والتطوير والتحديث .

  لكن أهم ما أبهرني في طابا هم هؤلاء البراعم المتميزون ، أدبًا وشعرًا وثقافة ، ما بين شاعر فصحى ، وشاعرة مثله ، وشاعر عامية أو ناظم زجل ، وشاعرة أو ناظمة مثله ، أبهرني ثباتهم ، ثقافتهم، تربيتهم ، وطنيتهم ، ثقتهم في أنفسهم ، قوة بنيانهم  .

  استمعنا واستمتعنا بأداء البراعم والناشئة المتميزين الذين تدفقوا من مختلف أنحاء جنوب سيناء : مدنها ، وقراها ، وسهولها ، ووديانها ، وأعماق جبالها ، نذكر من هؤلاء البراعم: الطالب / علي حسن علي من مدرسة بلال بن رباح الابتدائية بأبو زنيمة ، والطالب / فرج حسين فرج من مدرسة علي مبارك الابتدائية ، والطالب / محمود أشرف خليفة من مدرسة خالد بن الوليد بأبو زنيمة ، والطالبة / أروى أحمد السيد من مدرسة أبو رديس الثانوية المشتركة بأبو رديس ، والطالبة/ مريم أحمد السيد من مدرسة اللواء فريد عزت وهبه بأبو رديس ، والطالبة / أروى صلاح والطالب / محمد صلاح من أبناء مدينة الطور .

  ولا شك أن عوامل عديدة في مقدمتها الأسرة والمدرسة والخطاب الديني الرشيد قد أسهمت في بنائهم الفكري والثقافي والمعرفي والوطني ، فهنيئًا لجنوب سيناء بهم ، وهنيئًا لمصر بهم، وتحيا مصر عزيزة شامخة على مر العصور .

المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى