:أهم الأخبارمقالات

قـطــرتان وأثـــران

    عن أبي أمامة الباهلي (رضي الله عنه) أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال : “ليس شيء أحب إلى الله من قطرتين وأثرين : قطرة دموع من خشية الله ، وقطره دم تهراق في سبيل الله تعالى ، وأما الأثران : فأثر في سبيل الله تعالى ، وأثر في فريضةٍ من فرائض الله تعالى “(رواه الترمذي) .

    أما القطرتان فالأولى قطرة دموع من خشية الله تعالى ، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) في الحديث الذي رواه الإمام الترمذي في سننه : “لا يلج النار رجل بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع ، ولا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم” ، ويقول (صلى الله عليه وسلم) : ” سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ الإِمَامُ الْعَادِلُ ، وَشَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ رَبِّهِ ، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي الْمَسَاجِدِ ، وَرَجُلاَنِ تَحَابَّا فِي اللهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ ، وَرَجُلٌ طَلَبَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ ، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ أَخْفَى حَتَّى لاَ تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ” (رواه البخاري) .

   وأما القطرة الثانية فقطرة دم في سبيل الله ، حيث إن الشهيد تغفر جميع ذنوبه بأول قطرة من دمه ،إضافة إلى ما حباهم الله به من أنهم أحياء عند ربهم يرزقون وأنهم مع النبيين والصديقين ، حيث يقول الحق سبحانه : “وَلَا تَقُولُوا لِمَن يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ  بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِن لَّا تَشْعُرُونَ” (البقرة : 154) ، ويقول سبحانه : “وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا  بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ”(آل عمران : 169) ، ويقول سبحانه : “وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ  وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا”(النساء : 69)

   وأما الأثران فأثر في سبيل الله تعالى ، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : “لغَدْوَةٌ في سبِيلِ اللَّهِ، أوْ رَوْحَةٌ ، خَيْرٌ مِن الدُّنْيَا وَمَا فِيها” (متفق عليه) ،  وعَن أَبي سعيدٍ الخُدْرِيِّ (رضي الله عنه) أنَّ رسُولَ اللَّه (صلى الله عليه وسلم) قَال:  “مَنْ رَضِيَ بِاللَّهِ رَبَّا ، وبالإسْلامِ دينًا ، وَبمُحَمَّدٍ رَسُولًا ، وَجَبت لَهُ الجَنَّةُ ، فَعَجب لهَا أَبُو سَعيدٍ ، فَقَال أعِدْها عَلَيَّ يَا رَسولَ اللَّهِ فَأَعادَهَا عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ (صلى الله عليه وسلم): ” وَأُخْرى يَرْفَعُ اللَّه بِها العَبْدَ مئَةَ درَجةٍ في الجَنَّةِ ، مَا بيْن كُلِّ دَرَجَتَين كَما بَين السَّماءِ والأرْضِ قَالَ : وَمَا هِي يَا رسول اللَّه ؟ قَالَ : الجِهادُ في سبِيل اللَّه ، الجِهادُ في سَبيلِ اللَّهِ” (رواهُ مُسلمٌ) .

   وأما الأثر الثاني فهو أثر في فريضة من فرائض الله (عز وجل) حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم ) : “مَنْ غَدَا إِلَى الْمَسْجِدِ أَوْ رَاحَ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُ في الْجَنَّةِ نُزُلاً كُلَّمَا غَدَا أَوْ رَاحَ ” (متفق عليه) ، وعن سيدنا أبي بن كعب (رضي الله عنه) قال : كَانَ رَجُلٌ لَا أَعْلَمُ رَجُلًا أَبْعَدَ مِنْ الْمَسْجِدِ مِنْهُ ، وَكَانَ لَا تُخْطِئُهُ صَلَاةٌ ، قَالَ : فَقِيلَ لَهُ ، أَوْ قُلْتُ لَهُ لَوْ اشْتَرَيْتَ حِمَارًا تَرْكَبُهُ فِي الظَّلْمَاءِ وَفِي الرَّمْضَاءِ ، قَالَ: مَا يَسُرُّنِي أَنَّ مَنْزِلِي إِلَى جَنْبِ الْمَسْجِدِ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ يُكْتَبَ لِي مَمْشَايَ إِلَى الْمَسْجِدِ وَرُجُوعِي إِذَا رَجَعْتُ إِلَى أَهْلِي ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) : “قَدْ جَمَعَ اللَّهُ لَكَ ذَلِكَ كُلَّهُ ” (رواه مسلم).

   ولما أراد بنو سلمة أن ينتقلوا قرب المسجد ، فبلغ ذلك رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال لهم:  إنه قد بلغني أنكم تريدون أن تنتقلوا قرب المسجد ، فقالوا : نعم يا رسول الله قد أردنا ذلك ، فقال (صلى الله عليه وسلم) : بني سلمة ، ديارَكم تُكتب آثارُكم ، يعني الزموا ديارَكم تُكتب آثارُكم بكل خطوة درجة” (رواه مسلم) .

المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى