:أهم الأخبارمقالات

جزاء المتقين

     يقول الحق سبحانه: ”  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ” ، ويقول سبحانه: ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ” .

    والتقوى عرفها الإمام علي بن أبي طالب (كرم الله وجهه) بأنها : الخوف من الجليل ، والعمل بالتنزيل ، والرضا بالقليل ، والاستعداد ليوم الرحيل ، والتقوى من (الوقاية) ، وسُمِّيَ المتقون متقين لأنهم اتقوا مالا يتقيه غيرهم ،  وعن عطية بن عروة السعدي (رضي الله عنه) قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : ( لا يبلغ العبد أن يكون من المتقين حتى يدع ما لا بأس به حذرا مما به بأس ).

    وقد كان الزهاد يتركون بعض الحلال مخافة أن تكون فيه شبهة حرام اتقاءً للشبهات ، فكما قال النبي ( صلى الله عليه وسلم) : ” إنَّ الحَلاَلَ بَيِّنٌ ، وَإنَّ الحَرامَ بَيِّنٌ ، وَبَيْنَهُمَا مُشْتَبَهَاتٌ لاَ يَعْلَمُهُنَّ كَثيرٌ مِنَ النَّاسِ ، فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ ، اسْتَبْرَأَ لِدِينهِ وَعِرْضِهِ ، وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ وَقَعَ في الحَرَامِ ، كَالرَّاعِي يَرْعَى حَوْلَ الحِمَى يُوشِكُ أنْ يَرْتَعَ فِيهِ ، ألاَ وَإنَّ لكُلّ مَلِكٍ حِمَىً ، ألاَ وَإنَّ حِمَى اللهِ مَحَارِمُهُ ، ألاَ وَإنَّ فِي الجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَت صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ ، ألاَ وَهِيَ القَلْبُ  “والتقوى والوقاية  ترجعان لأصل لغوي واحد ، هو “وقى” ، فالتقوى وقاية من المعاصي من الدنيا ، ووقاية من عذاب الله يوم القيامة ، حيث يقول الحق سبحانه : ” وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ ” ، ويقول (عز وجل) : ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ”  ، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): ” اتقوا النار ولو بشق تمرة ” أى اجعلوا بينكم وبين النار وقاية ولو بشق تمرة .

    وقد حفل القرآن الكريم بالعديد من بشارات المتقين في الدنيا والآخرة ، حيث يقول الحق سبحانه : ” وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجا  وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرا ” ، ويقول سبحانه : ” وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرا ” ، ويقول سبحانه : ” أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ  الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ  لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ “.

    ويقول سبحانه : ” إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ  آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ  ” ، ويقول سبحانه : ” إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ ” ، ويقول سبحانه : ” إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ  فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ ‏ ” ، ويقول سبحانه :” وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ ” ، ويقول سبحانه: ” فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى  وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى  فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى  “.

   والتقوى مع الأخذ بالأسباب أهم دعائم النصر الآمن حيث يقول سبحانه : ” وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ ” ، ويقول سبحانه : ” وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ  إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَن يَكْفِيكُمْ أَن يُمِدَّكُمْ رَبُّكُم بِثَلاَثَةِ آلاَفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُنزَلِينَ  بَلَى إِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَـذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلافٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُسَوِّمِينَ “.

    وهى سبيل تحقيق وتحقق العلم الربانى حيث يقول سبحانه : ” وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ  ” ، ويقول سبحانه : ” فَوَجَدَا عَبْداً مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً “، وقد قالوا : “من عمل بما علم ورثه الله علم مالم يكن يعلم ” .

    وهى سبيل إكرام الله للأبناء والأحفاد والذرية ، حيث يقول الحق سبحانه : ” وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُواْ مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافاً خَافُواْ عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللّهَ وَلْيَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيداً “.

    والمتقون محاطون بمعية الله تعالى وحفظه ، قال سبحانه : ” وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ” ، ويقول سيحانه : ” إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ ” ، وهم أهل محبته حيث يقول الحق سبحانه : ” إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ ” ، ويقول سبحانه : “فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ “.

   والجنة مآلهم وميراثهم ، حيث يقول الحق سبحانه : ” تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيّاً ” ، وعن أبي هريرة (رضي الله عنه) قال : سئل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عن أكثر ما يدخل الناس الجنة ؟ فقال : ” تقوى الله وحسن الخلق”.

المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى