ضلالات الإرهابيين وحتمية المواجهة
لا شك أن الإرهاب خطر داهم ليس على مصـر وحدها ، ولا على أمتنا العربية وحدها ، ولا على منطقتنا ومحيطنا الجغرافي وحدهما ، إنما هو خطر على أمن وسلام البشرية جمعاء.
ولا بد من اصطفافٍ مؤسسي ، ووطني ، ودولي ، وإنساني ، لمواجهة هذا الخطر الداهم الذي لا يقف شره عند حد أو حدود ، بل هو نار تحرق حتى موقديها ، وسينفجر يومًـا مـا في وجه كل من يصنعه ، أو يموله ، أو يأوي عنـاصـره ، أو يوفر لهم الدعم المالي أو العسكري أو اللوجستي ، أو حتى الغطاء الفكري والأيدلوجي ، لأن الإرهابيين لا دين لهم ولا خلق ولا قيم، ولا عهد لهم ولا ذمة ولا وفاء ، فقد انسلخوا من كل القيم الدينية والأخلاقية والوطنية والإنسانية والآدمية وصاروا مسخًا آخر لا علاقة له بالأديان ولا بالإنسانية.
ولا شك أن الإرهابيين يعتمدون في تسويق أنفسهم وأيدلوجياتهم على مجموعة من الأباطيل والأغاليط والضلالات ، منها :حصر مفهوم الجهاد في القتال دون التفات إلى النفس أو الدعوه بالحكمة والموعظة الحسنة ، ومنها وصف المجتمعات بالجاهلية ، فتكفيرها ، ثم تفجيرها ، مع التكفير بالمعاصي ولو يسيرة ، ومنها استباحة الدماء والأعراض والأموال بغير حق ، ومنها الدعوة إلى التخريب وقطع الطرقات واستهداف وترويع الأمنين ، ومنها استهداف رجال الجيش والشرطه وآلاتهم ومركباتهم ، والعمل على إشاعة الفوضى وهدم الدولة تحت غطاء التظاهر السلمي ، واستباحة التعدي على المنشآت والممتلكات العامة والخاصة ، ومنها الدعوة إلى توجيه الزكاة إلى دعم أعمالهم الإجرامية التي يصفونها بهتانًا وزورًا (بالجهاد) ، والدعوة إلى العصيان المدني قصد إسقاط الدولة أو هدمها ، ومنها استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والوسائل الإعلامية في زعزعة الأمن ، وتشويه صورة الدولة ورموزها الوطنية ، ومنها استعداء القوى الخارجية والمنظمات الدولية على أوطانهم ، ومنها التشكيك في مشروعية الدولة الوطنية، ومنها استباحة دماء العلماء والنيل منهم بتشويه صورتهم في نفوس مجتمعاتهم وأمام المتابعين للشأن الإسلامي على مستوى العالم .
وهو ما يتطلب مواجهة فكرية وتفنيدًا لتلك الأباطيل والافتراءات حتى نحمي شبابنا ومجتمعنا من مخاطر الإرهاب والإرهابيين ، وهو ما عملنا على توضيحه والإجابة عليه في أحدث إصدارات وزارة الأوقاف تحت عنوان ” ضلالات الإرهابيين وتفنيدها ” , مؤملين أن يسهم هذا الكتاب في تصحيح المفاهيم الخاطئة وكبح جماح الأضاليل والمغالطات الدينية والفكرية التي تروجها هذه الجماعات الضالة , وتتخذ منها ذريعة لتنفيذ مخططاتها ومخططات من يستخدمونها للعمل على بث الفوضى وزعزعة الأمن والاستقرار وتفتيت دولنا وتمزيقها إلى كيانات ضعيفة هزيلة لا تنفع صديقًا ولا تضر عدوًا .
مع تأكيدنا أن ما تقوم به هذه الجماعات المتطرفة هو عين الجناية على الإسلام , ذلك أن ما أصاب الإسلام من تشويه لصورته على أيدي هؤلاء المجرمين بسبب حماقاتهم لم يصبه عبر تاريخه على أيدي أعدائه من التتار وغيرهم بما ارتكبوه من مجازر في الماضي وما يصيبه على أيدي داعش ، والقاعدة , والنصرة ، وبوكو حرام ، وأضرابهم في الحاضر.