أصـــداء دوليـــة
في ظل سياسة حكيمة وجهد ملموس لسيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي يدرك أي منصف أن مصر تستعيد وبقوة مكانتها الطبيعية على الساحة الدولية. وأستطيع أن أؤكد أن مؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية السابع والعشرين الذي عُقد في الحادي عشر والثاني عشر من شهر مارس 2017م بالقاهرة تحت عنوان : ” دور القادة وصانعي القرار في نشر ثقافة السلام ومواجهة التحديات” قد أحدث صدىً دوليًّا إيجابيًّا غير مسبوق في تاريخ المؤتمرات الدينية , وعلى أقل تقدير بالنسبة لمؤتمرات المجلس الأعلى نفسه.
وقد سبقني الإعلامي المحترم الأستاذ/ فريد إبراهيم بإلقاء الضوء على توصيات المؤتمر وعلى العديد من بحوثه ، وغطت صفحة الفكر الديني بصحيفة الجمهورية التي يشرف عليها جانبًا كبيرًا من هذه الأصداء , وبخاصةٍ لدى المشاركين في المؤتمر من مختلف دول العالم.
ويطيب لي أن أشفع ذلك ببعض الرسائل التي وصلتنا من كبار ضيوف المؤتمر وما صدر عن المجلس الأوروبي بشأن هذا المؤتمر ، حيث نشر الموقع الرسمي للمجلس الأوروبي على صفحته الرسمية صورة إحدى جلسات المؤتمر ، وعلق عليها بأنه :” لا يمكن الحصول على السلام ـ والمجتمع الشامل ـ من خلا تدابير أمنية لا يمكن أن تحقق سوى النظام العام ، نحن بحاجةٍ إلى أن يتعلم الناس العيش مع خلافاتهم وتحقيق ذلك، بحاجة إلى قادة محليين على حدٍ سواءٍ يدركون هذه القضية ويصبحون على استعداد للعمل مع المواطنين لجعلها حقيقة واقعة” , وقال أندرياس كيفر أمين عام الأنظمة المحلية بالمجلس الأوروبي : “نظرًا لتمثيل العديد من الدول الأعضاء في مجلس أوروبا في هذا المؤتمر , سنناقش كيفية ربط المنتدى الرفيع المستوى بعقد القمة الثالثة لرؤساء البلديات ضد التطرف في تشرين الثاني / نوفمبر2017م في برشلونة”.
ووافانا السيد جيل بارنيو عضو البرلمان الأوربي والمتحدث باسم لجنة شئون الشرق به برسالة ذكر فيها :” والواقع أن الموضوع الذي ناقشه المؤتمر هو القضية السياسية الأكثر أهمية في عصرنا : كيفية إحلال السلام والاستقرار في العالم الذي هو دائمًا أكثر تحديًا من قبل التطرف والعنف الديني , فقد أتيحت لنا الفرصة لإلقاء نظرة عامة على ثقافة التسامح والتعايش مع أسلوب الحياة المصري ، وذلك من خلال زيارة أقدم مسجد في القاهرة ، إلى جانب الكنائس القبطية , والمعابد اليهودية . بالإضافة إلى ذلك ، فإن زيارة المدينة القديمة والمتحف المصري أظهرت الأمن والتنظيم الجيد للمرافق المصرية ، فضًلا عن التراث المثير للإعجاب الذي يدين به العالم الغربي لمصر , عمل الدكتور / محمد مختار جمعة يجب أن يكون موضع ترحيب ودعم ، والتزامه بإصلاح الخطاب الديني ، وتعزيز العلاقات الدينية داخل المجتمعات المحلية في مصر ، ولكن أيضًا بين الإسلام والعالم الغربي . توصيات هذا المؤتمر هي على أجود المسار”.
كما وافانا الدكتور محمد البشاري أمين عام المؤتمر الإسلامي الأوروبي ورئيس الفدرالية العامة لمسلمي فرنسا وعميد معهد ابن سيناء للعلوم الإنسانية برسالة أكد فيها على أن : ” انعقاد هذا المؤتمر متناولًا موضوع مفصلي للخروج من الأزمات والفتن التي عمت العالم والعالم الإسلامي بالخصوص أتى باشتراك كل فئات المجتمعات المعاصرة في مواجهة الإرهاب وتداعياته ، ومما ميز هذا المؤتمر أنه استطاع أن يلف حول نفس الدائرة كل من صناع القرار السياسي , ورجال الدين , وأساتذة الجامعات من العالمين الغربي والإسلامي ، ناهيكم عن حسن تنظيم رفيع المستوى. إن من أهم مخرجات المؤتمر ضرورة الدعوة إلى التعاون الدولي لمواجهة التطرف العنيف المؤدي إلى الإرهاب , الأمر الذي يموقع جمهورية مصر العربية في الصدارة لأداء رسالة كونية موجهة لتحقيق السلم الاجتماعي والأمن العالمي، ووزارتكم في الأوقاف برهنت على حسن المنهج الإسلامي المعتدل , مؤهلة لتفعيل شراكة بناءة بين كل الجهات المعنية بمحاربة الإرهاب وجماعاته”.
إضافة إلى عدد من الرسائل الأخرى المماثلة لمشاركين آخرين تدور في جملتها عن التعبير عن شكرهم وتقديرهم للحضارة المصرية وما لمسوه خلال المؤتمر من تسامح حضاري وإنساني يجب أن يكون أنموذجًا للتواصل الإنساني.
وامتدادًا لهذا الدور الريادي المصري تنظم وزارة الأوقاف المصرية المسابقة العالمية للقرآن الكريم بفروعها المتنوعة في حفظ القرآن الكريم وتفسير وفهم أحكامه ومعاني مفرداته بمشاركة واسعة تشمل (65) مشاركًا من (45) دولة أكدت المشاركة حتى تاريخ نشر هذا المقال , إضافة إلى (7) محكمين من (7) دول ، وهو ما نؤمل أن يكون امتدادًا لرسالة المؤتمر ودور مصر الريادي في مجالات حفظ القرآن الكريم ورعاية وتكريم حفظته , ونشر الفكر الإسلامي الوسطى ، وحمل لواء ترسيخ أسس التعايش السلمي بين البشر جميعًا ، دون تمييز على أساس الدين , أو اللون , أو العرق , أو الجنس.