:أهم الأخبارمقالات

عــــام المـــــــرأة

Mokhtar-Gomaa

شهد عام الشباب انطلاقة كبيرة بفضل الله (عزوجل) ثم بفضل هذا الدعم الذي أولاه له سيادة الرئيس / عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية ، سواء من حيث البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب ، أم من حيث انعقاد المؤتمر الوطني الأول للشباب بمدينة شرم الشيخ وما انبثق عنه من توصيات ومؤتمرات شهرية على مستوى الجمهورية وما صاحبه من مؤتمرات ببعض المحافظات .

وفي كل مؤتمر من هذه المؤتمرات نخرج بمكتسبات وطنية كبيرة ، آخرها ما نتج عن مؤتمر الشباب بأسوان من توصيات ، وقد تفاعلت وزارة الأوقاف وبقوة مع هذا التوجه فكان عام 2016م هو عام الدفع بالشباب في جميع مفاصل الوزارة من جهة، وإكسابهم الخبرات والمهارات اللازمة للإدارة والقيادة من جهة أخرى ، على كل المستويات الدعوية والإدارية ، وما زال وسيظل هذا الدفع بهم مستمرًا “بإذن الله تعالى” من أجل الإفادة بطاقاتهم الشبابية والفكرية.

وفي هذا العام عام 2017م الذي أطلقه سيادة الرئيس عاما للمرأة ، نؤكد أننا سنولي قضايا المرأة اهتمامًا بالغًا ، حيث بدأنا بإشراك 144 واعظة في الدعوة والوعظ ودروس السيدات بالمساجد الكبرى كخطوة أولى تتبعها خطوات ، إضافة إلى سلسلة من الندوات والمحاضرات والقوافل نسهم بها في تناول قضايا المرأة والتي يأتي في مقدمتها حق المرأة في الميراث والحياة الكريمة ، حيث كرمها الإسلام أمًا ، وأختًا ، وزوجة ، وحث على حقها في التربية السوية كالولد سواء بسواء ، كما أنصفها الإسلام في قضية الميراث بعد أن كان أهل الجاهلية لا يرون لها حقًّا في الميراث ، بل كانوا يعتبرونها نفسها ميراثًا يتداولونه ، فجاء الإسلام وأنصفها في جميع حقوقها ، ودعا إلى إكرامها وعدم عضلها أو بخسها حقها ، فقال سبحانه : “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُواْ النِّسَاء كَرْهاً وَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُواْ بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلاَّ أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً” (النساء :19).

ومنها مشاركتها في الحياة العامة وإسهامها في القضايا الوطنية ، فإننا لا يمكن أن نقصر تلك الأدوار الهامة على الرجال دون النساء ، فدور النساء في العمل الوطني والخيري والتطوعي قد يسبق عمل الرجال ، فالطبيبات إلى جانب الأطباء ، والمعلمات إلى جانب المعلمين ، والمهندسات إلى جانب المهندسين ، والفنيات إلى جانب الفنيين ، يكمل بعضهم بعضاً  في أداء الرسالة والواجب الوطني والمهني ،  إضافة إلى العاملات اللائي يقفن إلى جوار أزواجهن في المصانع والمعامل والحقول ، مما يجعلنا نؤكد أن المرأة تسهم إسهاما جيدًا في تحقيق فرض الكفاية  الوطني والمهني ، ولا غنى عن جهودها ومشاركتها الإيجابية في شتى المجالات ، وقد عرف التاريخ الإسلامي والإنساني شخصيات نسائية كان لها دورها البارز ليس في محيطها الجغرافي الزمني فحسب ، وإنما كانت ذات تأثير كبير في تاريخ الإنسانية ، فحين يحدثنا القرآن الكريم  عن مريم ابنة عمران عليها السلام ، أو عن آسية امرأة فرعون ، أو عن ملكة سبأ ، نجد أننا أمام نساء  كان لهن دور بارز في صنع التاريخ الإنساني ، وكذلك عندما نقرأ في سير  زوجات النبي (صلى الله عليه وسلم)  من أمثال السيدة عائشة رضي الله عنها , والسيدة خديجة (رضي الله عنها) , والسيدة حفصة بنت عمر  (رضي الله عنهما) , والسيدة أم سلمة (رضي الله عنها) وعن سائر أمهات المؤمنين (رضي الله عنهن أجمعين) ، أو نقرأ  قصص بعض الصحابيات أو التابعيات  أو غيرهن ممن كان لهن دور عبر الكفاح الوطني في مصر أو غيرها من دول العالم .

وإيمانًا منا بأهمية دور المرأة وقضاياها فإن وزارة الأوقاف تعمل في تعاون  كامل مع جميع الجهات المعنية بقضايا الأسرة والمرأة ، وآخرها مشروع تأهيل المقبولين والمقبلات على الزواج بما يسهم في تحقيق الاستقرار الأسري والمجتمعي ، ونشر ثقافة الصحة الإنجابية ، وتعلم مهارات الحياة الزوجية ومشكلاتها على أرض الواقع.

وفي التأكيد على الاهتمام بشأن المرأة , يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : ” مَنْ كَانَتْ لَهُ أُنْثَى فَلَمْ يَئِدْهَا وَلَمْ يُهِنْهَا وَلَمْ يُؤْثِرْ وَلَدَهُ عَلَيْهَا – قَالَ يَعْنِى الذُّكُورَ – أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ” (سنن أبى داود) , ويقول (صلى الله عليه وسلم) : ” لَا يَكُونُ لِأَحَدِكُمْ ثَلاَثُ بَنَاتٍ أَوْ ثَلَاثُ أَخَوَاتٍ فَيُحْسِنُ إِلَيْهِنَّ إِلَّا دَخَلَ الجَنَّةَ ” (رواه الترمذي), ولما جاء أحد الناس يسأل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : “مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِي ؟ قَالَ : أُمُّكَ ، قَالَ :  ثُمَّ مَنْ , قَالَ : ثُمَّ أُمُّكَ ، قَالَ : ثُمَّ مَنْ قَال َ: ثُمَّ أُمُّكَ ، قَالَ : ثُمَّ مَنْ قَالَ : ثُمَّ أَبُوكَ “(متفق عليه) , ويقول الحق سبحانه : ” مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ” (النحل: 97) , فالنساء شقائق الرجال , وقدر كل إنسان رجلا كان أو امرأة هو ما يقدم لخدمة دينه ووطنه وخدمة الإنسانية.

المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى