:أهم الأخبارمقالات

شباب البرنامج الرئاسي

Mokhtar-Gomaa

سعدت بلقاء شباب البرنامج الرئاسي يومين شبه كاملين خلال فعاليات محاكاتهم لعمل الحكومة والبرلمان ، تلك النخبة الشبابية الواعية المثقفة المختارة بعناية من خيرة شباب مصر فكرًا وثقافًة ووطنية ورؤية وروحًا وثَّابًة نحو المستقبل ، يتدربون على القيادة العصرية على يد نخبة من خيرة المدربين والمفكرين والعلماء المتخصصين ، في أسلوب ونمط عصري حداثي غير تقليدي يصلح أنموذجًا لتطوير مؤسساتنا التعليمية ، لتخريج القادة  والمفكرين لا مجرد الحفظة أو المقلدين ، بعيدًا عن الحفظ والتلقين قصد الحصول على أعلى الدرجات فحسب ، ثم سرعان ما يتبخر هذا التلقين الذي قد لا يترتب عليه أي تكوين مهاري يهيئ الدارس لسوق العمل .

لقد أسهم  شباب البرنامج الرئاسي برؤى ودراسات متميزة لكثير من القضايا في المجالات المختلفة ، وأبهرني ثقتهم في أنفسهم ، وقدرتهم على التواصل ، وكان مُعدو البرنامج أكثر توفيقًا في ترتيب فقراته التي بدأت في يومها الأول بورشة عمل حول “أهمية الثقافة والأخلاق” ، وحُق لهم ، فالدول التي لا تقوم على القيم والأخلاق تحمل عوامل سقوطها في أسس قيامها وأصل بنيانها ، ويكفي أن سيدنا محمدًا  (صلى الله عليه وسلم) عندما تحدث عن الهدف الأسمى لرسالته لم يقل بعثت لأعلم الناس الصلاة ، أو لأعلم الناس الصيام ، أو لأعلم الناس الحج ، مع أهمية كل هذه العبادات، إنما قال (صلى الله عليه وسلم) : “بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ” ، ولما سئل (صلى الله عليه وسلم) ما أكثر ما يدخل الناس الجنة يا رسول الله ؟ قال (صلى الله عليه وسلم) : “حسن الخلق” وقال (صلى الله عليه وسلم) : ” إن أحبكم إليّ وأقربكم منيّ مجلسًا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقًا ” ولم يقل : أكثركم صلاة ولا صيامًا ولا حجًا ولا زكاة .

فقد قدم شباب البرنامج المتميز رؤية دقيقة لبعض القيم الأخلاقية التي يجب سرعة العمل على استردادها وإحيائها في نفوسنا ، وتحويلها إلى واقع في سلوكياتنا وحياتنا اليومية .

وفي رؤيتهم الشاملة قدموا تصورات رائعة لجودة التعليم والنهوض به ، والعمل على سرعة معدلات تحقيق جودته ، كما قدموا رؤى متميزة حول العدالة الاجتماعية ، والتأمين الصحي ، والرعاية الصحية المتكاملة ، والاهتمام بتطوير العشوائيات ، وآليات الحد من الهجرة من الريف إلى الحضر ، وقد حاكى بعضهم في هذه المواقف دور السادة النواب في مناقشة بيانات الحكومة في روح وطنية وأدب جم ونموذج يحتذى به في التكامل والتعاون بين أبناء الوطن الواحد ومؤسسات الدولة الوطنية ، وبما يحقق شمولية الرؤية في ضوء عموم الفهم وخصوصية التكاليف والمشاركة في اتخاذ القرار ، وفي إطار ثقافي متوازن ينطلق من قاعدة أن تعرف شيئًا عن كل شيء ، وأن تعلم كل شيء عن شيء ، أو تعمل على ذلك وتسعى إليه على أقل تقدير ، لتلم بكل أبعاده وأطرافه في إطار منهجية ثقافية وعلمية وتخصصية متكاملة  ومتوازنة ، وحتى ندفع بهؤلاء الشباب إلى الأمل في المستقبل وإلى مصادر اتخاذ صنع القرار اقترحت وما زلت أقترح أن يتضمن هذا البرنامج التأهيلي جانبًا عمليًا تطبيقيًّا ميدانيًّا يقوم  على إلحاق كل مجموعة متخصصة في مجال من المجالات بالوزارات والمؤسسات والهيئات والجهات والشركات الحكومية والخاصة ذات الصلة باختصاصها ، سواء على مستوى دواوين الوزارات أم المناطق والإدارات ، ليقفوا عن كثب على آليات دوران دولاب العمل الحكومي بكل هذه الجهات ويسهموا في تطويره ، ويهيئوا أنفسهم للتعامل معه ، مع رصد أهم العقبات والمعوقات والعمل على إزالتها وتقديم المقترحات للقضاء عليها ، كما يتعرفوا على جوانب التطوير والتحديث ويعملوا على تعظيمها والإسهام في المزيد من تطويرها وتحديثها ، بحيث لا تقل مدة هذا التدريب الميداني عن شهر كامل ، ويمكن أن يكون جزء من التدريب الميداني بالجهات الحكومية وجزء آخر بالمؤسسات الخاصة والأهلية ومنظمات المجتمع المدني وشركات قطاع الأعمال والقطاع الخاص ليكتمل التصور الذهني لآليات عمل الدولة ومؤسساتها ، بما يمكن من التعامل الدقيق معها ، واقتراح الحلول المناسبة لحل مشكلاتها ولتطويرها وتحديثها ، بما يؤدي في النهاية إلى النهضة والتقدم والرقي وسرعة تحقيق الأهداف المنشودة والمرجوة .

المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى