:أهم الأخبارمقالات

قــراءة فـي وثيقــة

 

 

mokhtar-Gomaa copy2

أصدر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بيانه الختامي لمؤتمره السادس والعشرين تحت عنوان : “دور المؤسسات الدينية  في العالمين العربي والإسلامي في مواجهة التحديات : الواقع والمأمول نقد ذاتي ورؤية موضوعية” الذي عُقد تحت رعاية السيد رئيس الجمهورية بمدينة أسوان يومي 7 , 8 شعبان 1437هـ الموافقين 14 , 15 مايو 2016م , وأجمع المشاركون من الوزراء والعلماء والمفتين والمفكرين والمثقفين على تبني وثيقة مصر لنبذ التطرف والتمييز العنصري , والتي تنص  على : “رفض كل ألوان التطرف والإرهاب , ورفض جميع أنواع التمييز العنصري , سواء أكان على أساس الدين أم العرق أم اللون أم الجنس , وإعلاء قيمة الإنسان كإنسان , والتأكيد على أهمية الاحترام المتبادل والتعايش السلمي على أرضية إنسانية خالصة” .

كما تضمن البيان توصيات هامة جديرة بالتأمل والنظر والعمل على تفعيلها على أرض الواقع من خلال آليات محددة وورش عمل متتابعة , وهو ما سنسعى وبكل قوة لإنزاله على أرض الواقع بإذن الله تعالى , ومن أهم هذه التوصيات :

1- التأكيد على أن الاستخدام السياسي للدين أحد أهم عوامل التشدد والتطرف الفكري ، والانحراف بالدين عن مساره الصحيح .

2- قصر القبول في الكليات الشرعية على الطلاب المتميزين والمؤهلين تربويًّا، وفكريًّا ، ونفسيًّا لتلقي العلوم الشرعية ، على أن يكونوا من المتفوقين في الثانوية الأزهرية ، وأن تعقد لهم اختبارات قبول توازي اختبار طلاب الكليات العسكرية والشرطية ، وأن يكون التركيز على الكيف لا الكم .

3- ضرورة اختيار العلماء سواء في البرامج الإعلامية أم المنتديات الفكرية والثقافية ، أم في مجال اختيار القيادات الجامعية وقبل الجامعية ، من ذوي الكفاءة العلمية المتميزة والمهارات الدعوية القادرة على المواجهة والمناظرة ، والحوار بالعلم والعقل والحكمة والموعظة الحسنة .

4- المبادرة إلى وضع سياسة فاعلة للتدابير الواقية من مخاطر هذا الفكر تقوم على مرتكزات محددة يأتي في مقدمتها :

(أ)  تنشئة الطفولة على أصول التربية الدينية والأخلاقية والإنسانية الصحيحة ، والتفكير العلمي الحر المنضبط ، من خلال سياسة علمية ترسمها المؤسسات الدينية والتربوية في العالمين العربي والإسلامي ، وتتبناها كل من جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي.

(ب) أن تقوم المؤسسات الدعوية والتعليمية والتربوية والثقافية معًا بوضع سياسة تستهدف إعادة منظومة القيم التربوية الصحيحة التي تستعيد في الشباب القدرات الغائبة ، والمواهب المغمورة ، والقدرة على الإبداع ، وقوة الشخصية ، حتى لا يقعوا صيدًا سهلًا في شباك الجماعات المتطرفة ، على أن يكون ذلك من خلال العمل بروح الفريق الواحد وتنسيق الجهود بين هذه المؤسسات .

(ج) تعزيز روح الحوار الحضاري مع العالم كله ، وتشجيع ثقافة التعدد بما يحقق التعايش السلمي المشترك بين البشر مع احترام خصوصيات الأمم والشعوب .

(د) التأكيد على أن ظاهرة الإسلام فوبيا واضطهاد بعض الجماعات اليمينية المتطرفة للمسلمين أو محاولات النيل منهم أو الاعتداء على دور عبادتهم كل ذلك يدعم الفكر المتطرف ، مما يتطلب التأكيد على عدم ربط الإرهاب بالإسلام وتوضيح ذلك للعالم كله بلغاته المختلفة ، والعمل على استصدار قرار دولي يجرم الاعتداء الطائفي ضد المسلمين أو الأقليات الإسلامية ، كما يجرم التمييز ضدهم على أساس الدين .

5- العناية بمجال الترجمة والنشر في مجال الدراسات الشرعية باللغات الأجنبية وإعداد الأئمة والخطباء إعدادًا مهاريًّا  في هذا الجانب ، إضافة إلي تكوينهم العلمي والثقافي والمعرفي .

6- التحذير من الأفكار المنحرفة والشاذة والهدامة والتطاول على ثوابت الشرع باعتبار أن ذلك يعد الوجه الآخر للتطرف الفكري ، بما يتنافى مع الوسطية التي لا يستقيم أمر الأفراد والمجتمعات إلا بها.

7-  إعادة دراسة كل ما يتصل بالنصوص المتعلقة بغير المسلمين ، بحيث تُفهم وتقدم في إطارها الإسلامي الصحيح الذي يبرز الوجه الحضاري السمح لديننا الحنيف دون إفراط أو تفريط  ، وعلى ضوء فقه الأولويات والمآلات والمقاصد.

ولا شك أن القراءة المتأنية لهذه الوثيقة التي صدرت عن المؤتمر لتؤكد على عظمة وسماحة الإسلام , وقدرته على الاستيعاب , وحرصه على ترسيخ مبدأ العيش السلمي المشترك , والتأكيد على ما يتسم به الفكر الإسلامي الوسطي الصحيح من جوانب إنسانية يَنْدُر نظيرها , وبعده التام عن كل ألوان العنصرية والنازية والفاشية والصهيونية المقيتة وكل المذاهب الإرهابية عدوة الإنسان والحيوان والحجر والشجر , بل عدوة نفسها , ذلك أن الإسلام دين الحضارة والرقي , واحترام الإنسان الذي كرمه رب العزة ( عز وجل ) بقوله تعالى : ” وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ” فكرم الإنسان على إطلاق إنسانيته لا على أساس لونه أو جنسه أو عرقه أو دينه أو مذهبيته , ولم يقل سبحانه وتعالى : كرمنا المسلمين وحدهم , أو المؤمنين وحدهم , أو الموحدين وحدهم , إنما كرم بفضله وكرمه الناس جميعًا , وشمل برزقه برهم وفاجرهم.

المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى