:أهم الأخبارمقالات

حماية الكنائس في الإسلام

أ.د/ محمد مختار جمعة
وزير الأوقاف

حماية الكنائس في الإسلام هو عنوان ذلك الكتاب الذي يعتزم المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بوزارة الأوقاف إصداره خلال الأسابيع القليلة المقبلة ، والذي شارك في إعداده نخبة من العلماء المتخصصين ، وهم : أ.د/ عبد الله النجار عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف ، والعميد الأسبق لكلية الدراسات العليا بجامعة الأزهر ، أ.د/ محمد سالم أبو عاصي عميد كلية الدراسات الإسلامية للبنات بمدينة السادات ، والعميد السابق لكلية الدراسات العليا بجامعة الأزهر ، أ.د/ محمد عبد الستار الجبالي أستاذ الفقه المقارن المتفرغ ورئيس القسم الأسبق بكلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر بالقاهرة ، والدكتور / مجدي عاشور مستشار فضيلة المفتي ، وأ.د/ محمد نبيل غنايم أستاذ الشريعة الإسلامية بكلية دار العلوم جامعة القاهرة ، وأ.د/ عبد الحكيم الشرقاوي عميد كلية الشريعة والقانون بطنطا ، وشارك في مراجعته علماء آخرون .

وعندما نعمل على إخراج هذا الكتاب في ضوء خطة وزارة الأوقاف لاقتحام القضايا الهامة وبيان رأي الشرع فيها وتصحيح ما يتعلق بها من مفاهيم خاطئة ودحض الشبه المتعلقة بها فإننا نبرز الوجه الحضاري السمح لديننا الحنيف ، الذي يؤهل لكل معاني التسامح وفقه العيش المشترك وأعلى درجات حقوق الإنسان في فكره ومعتقده ، تطبيقًا لقوله تعالى : ” لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ” (البقرة : 256) ، وقوله تعالى مخاطبًا نبينا محمدًا (صلى الله عليه وسلم) : ” فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ” (أل عمران : 20) ، وقوله تعالى : ” أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ ” (يونس : 99) ، وقوله عز وجل : ” إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ” (القصص : 56) .

وإيمانًا منا بسنة الله (عزوجل) الكونية في التنوع والاختلاف من منطلق قوله تعالى : ” وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ ” (هود 17-118) ، وخروجًا من ضيق الأفق الفكري إلى رحابة الإسلام الواسعة واحترامه للآخر ، وحرصا منا على إبراز حقوق الآخرين علينا إنصافًا من أنفسنا ، وتأصيلا لمبدأ الاحترام المتبادل ، ودحضًا للفكر المتطرف ، وتأكيدًا للعالم كله على سماحة الإسلام ، وأن ما يصيبه من محاولات تشويه لا تمت لسماحته بصلة ، كان هذا الكتاب :”حماية الكنائس في الإسلام”.

ويسرني أن أنقل للقارئ الكريم مقطعًا مما انتهى إليه الأستاذ الدكتور /محمد سالم أبو عاصي في بحثه الذي تضمنه هذا الكتاب حيث ذكر أن الصحابة – رضوان الله عليهم – فتحوا كثيرًا من البلاد فلم يهدموا شيئا من الكنائس ، ومن ثَمَّ فإن إقرار الصحابة ومن بعدهم من العلماء والفقهاء على إقرار المسيحيين على أبنية كنائسهم يدل على عدم إباحة هدمها .

كما ذكر أن من واجب ولي الأمر أن يأمر بحماية الكنائس وبعدم الاعتداء عليها بناءً على فقه السياسة الشرعية الذي يقوم على رعاية مقصد الشرع ، ومصلحة الخلق ، ويوازن بين المصالح بعضها وبعض ، والمفاسد بعضها وبعض ، والمصالح والمفاسد إذا تعارضت .

آملين أن يكون الكتاب متاحًا للجميع في غضون شهر على الأكثر من تاريخه بإذن الله تعالى ، علمًا بأن المجلس الأعلى للشئون الإسلامية سيقوم بترجمته إلى عدة لغات مختلفة ، تعميمًا للنفع وإظهارًا لسماحة الإسلام للدنيا بأسرها .

المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى