:أهم الأخبارمقالات

مجـــالس الإفتــــاء

أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف
أ.د/ محمد مختار جمعة
وزير الأوقاف

    لا شك أن مجالس الإفتاء إنما هي مجالس العلماء ، مجالس الفقهاء ، مجالس الخاصة ، مجالس المؤهلين ، مجالس المتخصصين ، هي ردّ الشئ إلى أصله وطبيعته ، هي أمل لكل باحث عن الحقيقة، عن العلم الشرعي الوسطي الصحيح ، بل هي أمل للحائرة نفوسهم في كثير من المسائل سواء في مجال العبادات ، أم في مجال المعاملات ، أم في مجال الأسرة ، أم في غير ذلك من المجالات .

      ومهما تعددت وسائل الاتصال الحديثة والعصرية ، عبر الهاتف المحمول ، أو البريد الإلكتروني ، أو أي وسيلةٍ أخرى من وسائل التواصل تبقى بركة جلوس السائل إلى الفقيه ، والمستفتي إلى المفتي ، وهذا حديث جبريل عليه السلام في سؤاله النبي (صلى الله عليه وسلم) يعلمنا أدب الفتوى ، وبركة جلوس المستفتي إلى مفتيه ، ودنوه منه ، وتعلمه من أسارير وجهه قبل كلامه ورحمته وحنوه قبل فتواه ، ففي الحديث الذي رواه الإمام مسلم (رحمه الله) في صحيحه عن سيدنا عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) ذَاتَ يَوْمٍ إِذْ طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعَرِ لَا يُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَرِ وَلَا يَعْرِفُهُ مِنَّا أَحَدٌ حَتَّى جَلَسَ إِلَى النَّبِيِّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) فَأَسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ وَوَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى فَخِذَيْهِ وَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ أَخْبِرْنِي عَنْ الْإِسْلَامِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): الْإِسْلَامُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) ، وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ ، وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إِنْ اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ، قَالَ: صَدَقْتَ ، قَالَ: فَعَجِبْنَا لَهُ يَسْأَلُهُ وَيُصَدِّقُهُ ، قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ الْإِيمَانِ ، قَالَ: أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ، قَالَ: صَدَقْتَ ، قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ الْإِحْسَانِ ، قَالَ: أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ ، قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ السَّاعَةِ قَالَ مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنْ السَّائِلِ ، قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ أَمَارَتِهَا؟ قَالَ: أَنْ تَلِدَ الْأَمَةُ رَبَّتَهَا، وَأَنْ تَرَى الْحُفَاةَ الْعُرَاةَ الْعَالَةَ رِعَاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُونَ فِي الْبُنْيَانِ ، قَالَ: ثُمَّ انْطَلَقَ فَلَبِثْتُ مَلِيًّا ، ثُمَّ قَالَ لِي يَا عُمَرُ أَتَدْرِي مَنْ السَّائِلُ ؟ قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: فَإِنَّهُ جِبْرِيلُ أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ”.

      وما أضرنا واختطف بعض شبابنا في اتجاه الجماعات التي تتبنى فكرًا متشددًا سوى التعلم على أيدي غير المتخصصين أو أخذ الفتوى عنهم والانسياق خلفهم ، والتسليم المطلق لآرائهم ، ومع ادعاء البعض قدرته على التعلم الشرعي من الكتب فحسب ، بحجة أن العلماء والمفتين والمفكرين السابقين رجال ونحن رجال ، لكن شتان بين من يأخد العلم على أيدي العلماء المتخصصين ومن يكون حاطب ليل قد يقصد إلى الحطب فيلدغه الثعبان ، وقد قالوا : من كان علمه من الكتاب فخطؤه أكثر من صوابه .

     ومن هنا كان هذا المشروع الذي يتم بالتنسيق بين وزارة الأوقاف ودار الإفتاء المصريتين على عدة محاور ، من أهمها : تخصيص أماكن محددة في بعض المساجد الكبرى على مستوى الجمهورية في أيام محددة يعلن عنها في مكان بارز بكل مسجد على حدة ، للمتخصصين من العاملين بدار الإفتاء المصرية وزملائهم من الأئمة المتميزين المتخصصين في الدراسات الفقهية من خريجي كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر الشريف للجلوس مجلس الفتوى ، لاستقبال السائلين والمستفتين والباحثين عن الحقيقة والعلم الشرعي الوسطي الصحيح ، حيث تكون البداية بمساجد الإمام الحسين (رضي الله عنه) ، والسيدة زينب (رضي الله عنها) ، والسيدة نفيسة (رضي الله عنها) ، ومسجد مصطفى محمود بالمهندسين ، ومسجد قاهر التتار بمصر الجديدة ، ومسجد ناصر بأسيوط ، وبعض من المساجد الأخرى .

      هذا إضافة إلى تنظيم دورات متخصصة في مجال قواعد وأصول الفتوى والرد على الشبهات وتفكيك الفكر المتطرف ، بحيث يتم اختيار عدد خمسة من الأئمة المتميزين بكل محافظة لحضور دورة مكثفة في الإفتاء ، حيث كانت البداية بمحافظات المنيا ، وأسيوط ، وسوهاج ، وقنا ، والوادي الجديد ، تتبعها الدورة الثانية لأئمة محافظات شمال وجنوب سيناء ومنطقة القناة : السويس ، والإسماعلية ، وبورسعيد ، ثم تتوالى الدورات وتتسع رأسيًّا وأفقيًّا حتى تغطي جميع المدن الكبرى والمساجد الكبرى بمجالس الإفتاء المتخصصة بإذن الله تعالى .

      هذا إضافة إلى ما تقوم به المراكز الثقافية التابعة لوزارة الأوقاف من دورات متخصصة أو دراسة علمية لمدة عامين متتاليين ، لتوفير العلم الشرعي سواء في الجانب الفقهي بصفة خاصة أم في مجال الثقافة الدينية الوسطية السمحة بصفة عامة ، رجاء أن تفي بتوفير العلم الشرعي الصحيح للباحثين عنه أو عن الحقيقة ، ذلك أن أهل الباطل لا يعملون إلا في غياب أهل الحق ، ونفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل .

     لا شك أن مجالس الإفتاء إنما هي مجالس العلماء ، مجالس الفقهاء ، مجالس الخاصة ، مجالس المؤهلين ، مجالس المتخصصين ، هي ردّ الشئ إلى أصله وطبيعته ، هي أمل لكل باحث عن الحقيقة، عن العلم الشرعي الوسطي الصحيح ، بل هي أمل للحائرة نفوسهم في كثير من المسائل سواء في مجال العبادات ، أم في مجال المعاملات ، أم في مجال الأسرة ، أم في غير ذلك من المجالات .

       ومهما تعددت وسائل الاتصال الحديثة والعصرية ، عبر الهاتف المحمول ، أو البريد الإلكتروني ، أو أي وسيلةٍ أخرى من وسائل التواصل تبقى بركة جلوس السائل إلى الفقيه ، والمستفتي إلى المفتي ، وهذا حديث جبريل عليه السلام في سؤاله النبي (صلى الله عليه وسلم) يعلمنا أدب الفتوى ، وبركة جلوس المستفتي إلى مفتيه ، ودنوه منه ، وتعلمه من أسارير وجهه قبل كلامه ورحمته وحنوه قبل فتواه ، ففي الحديث الذي رواه الإمام مسلم (رحمه الله) في صحيحه عن سيدنا عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) ذَاتَ يَوْمٍ إِذْ طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعَرِ لَا يُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَرِ وَلَا يَعْرِفُهُ مِنَّا أَحَدٌ حَتَّى جَلَسَ إِلَى النَّبِيِّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) فَأَسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ وَوَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى فَخِذَيْهِ وَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ أَخْبِرْنِي عَنْ الْإِسْلَامِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): الْإِسْلَامُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) ، وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ ، وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إِنْ اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ، قَالَ: صَدَقْتَ ، قَالَ: فَعَجِبْنَا لَهُ يَسْأَلُهُ وَيُصَدِّقُهُ ، قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ الْإِيمَانِ ، قَالَ: أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ، قَالَ: صَدَقْتَ ، قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ الْإِحْسَانِ ، قَالَ: أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ ، قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ السَّاعَةِ قَالَ مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنْ السَّائِلِ ، قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ أَمَارَتِهَا؟ قَالَ: أَنْ تَلِدَ الْأَمَةُ رَبَّتَهَا، وَأَنْ تَرَى الْحُفَاةَ الْعُرَاةَ الْعَالَةَ رِعَاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُونَ فِي الْبُنْيَانِ ، قَالَ: ثُمَّ انْطَلَقَ فَلَبِثْتُ مَلِيًّا ، ثُمَّ قَالَ لِي يَا عُمَرُ أَتَدْرِي مَنْ السَّائِلُ ؟ قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: فَإِنَّهُ جِبْرِيلُ أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ”.

       وما أضرنا واختطف بعض شبابنا في اتجاه الجماعات التي تتبنى فكرًا متشددًا سوى التعلم على أيدي غير المتخصصين أو أخذ الفتوى عنهم والانسياق خلفهم ، والتسليم المطلق لآرائهم ، ومع ادعاء البعض قدرته على التعلم الشرعي من الكتب فحسب ، بحجة أن العلماء والمفتين والمفكرين السابقين رجال ونحن رجال ، لكن شتان بين من يأخد العلم على أيدي العلماء المتخصصين ومن يكون حاطب ليل قد يقصد إلى الحطب فيلدغه الثعبان ، وقد قالوا : من كان علمه من الكتاب فخطؤه أكثر من صوابه .

      ومن هنا كان هذا المشروع الذي يتم بالتنسيق بين وزارة الأوقاف ودار الإفتاء المصريتين على عدة محاور ، من أهمها : تخصيص أماكن محددة في بعض المساجد الكبرى على مستوى الجمهورية في أيام محددة يعلن عنها في مكان بارز بكل مسجد على حدة ، للمتخصصين من العاملين بدار الإفتاء المصرية وزملائهم من الأئمة المتميزين المتخصصين في الدراسات الفقهية من خريجي كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر الشريف للجلوس مجلس الفتوى ، لاستقبال السائلين والمستفتين والباحثين عن الحقيقة والعلم الشرعي الوسطي الصحيح ، حيث تكون البداية بمساجد الإمام الحسين (رضي الله عنه) ، والسيدة زينب (رضي الله عنها) ، والسيدة نفيسة (رضي الله عنها) ، ومسجد مصطفى محمود بالمهندسين ، ومسجد قاهر التتار بمصر الجديدة ، ومسجد ناصر بأسيوط ، وبعض من المساجد الأخرى .

       هذا إضافة إلى تنظيم دورات متخصصة في مجال قواعد وأصول الفتوى والرد على الشبهات وتفكيك الفكر المتطرف ، بحيث يتم اختيار عدد خمسة من الأئمة المتميزين بكل محافظة لحضور دورة مكثفة في الإفتاء ، حيث كانت البداية بمحافظات المنيا ، وأسيوط ، وسوهاج ، وقنا ، والوادي الجديد ، تتبعها الدورة الثانية لأئمة محافظات شمال وجنوب سيناء ومنطقة القناة : السويس ، والإسماعلية ، وبورسعيد ، ثم تتوالى الدورات وتتسع رأسيًّا وأفقيًّا حتى تغطي جميع المدن الكبرى والمساجد الكبرى بمجالس الإفتاء المتخصصة بإذن الله تعالى .

       هذا إضافة إلى ما تقوم به المراكز الثقافية التابعة لوزارة الأوقاف من دورات متخصصة أو دراسة علمية لمدة عامين متتاليين ، لتوفير العلم الشرعي سواء في الجانب الفقهي بصفة خاصة أم في مجال الثقافة الدينية الوسطية السمحة بصفة عامة ، رجاء أن تفي بتوفير العلم الشرعي الصحيح للباحثين عنه أو عن الحقيقة ، ذلك أن أهل الباطل لا يعملون إلا في غياب أهل الحق ، ونفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل .

المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى