:أهم الأخبارمقالات

حرب الإخوان القذرة

أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف
أ.د/ محمد مختار جمعة
وزير الأوقاف

     منذ زمن طويل وأنا أعرف طبيعة الإخوان الدموية , وتربيتهم السيئة على الغدر , والكذب , والتضليل , وقلة الحياء , والنفعية , والإقصاء , واستعباد الكبير منهم للصغير , تحت ضلالة السمع والطاعة العمياوين , مع محاولات دائبة لا تكل ولا تمل في اشتراء أي شيء وبأي ثمن , لأن جل أموالهم  إنما هي أموال لا صاحب لها , مال جمع بعضه من خلال خداع العامة تحت مسمى فعل الخير , ليتخذوا منه غطاء لباقي أموالهم القذرة , التي تأتي مكافأة لعمالتهم وخيانتهم لأوطانهم , وبيعهم لها , ووضع أيديهم في أيدي أعدائها , فهي ثمن لتدمير أوطانهم وتنفيذ مخططات من يستخدمونهم لهدمها .

      لقد رأيت بنفسي بعض رسائل التهديد القذرة التي يرسلونها إلى بعض رجال الشرطة , يهددون ويذكرون من يخاطبونه فيها بمن سبقه من زملائه الذين اغتالوهم غدرًا وخيانة , وبما لا يدع مجالاً للشك  أنهم الفاعل الحقيقي لهذه الاغتيالات ، وأنهم ليسوا أهل دين ولا إنسانية على الإطلاق ، وأنهم حقًا لا يختلفون أي اختلاف عن داعش وأخواتها من التنظيمات الإرهابية ، بل إنهم أخطر الناس على الوطن ولُحمته وأمنه واستقراره , يأكلون طعامنا ، ويلبسون لباسنا ، ويغتالون خيرة أبنائنا .

      لقد صار التستر على هؤلاء المجرمين خيانة كبرى لا يحتملها وطني مخلص ، لأن شرهم صار مستطيرًا ، وخطرهم أصبح داهمًا على الدين والوطن والإنسانية ، وإذا ضم إلى ذلك ما نراه من صفاقة بعض أعضاء الجماعة الإرهابية وبعض المأجورين من الخائنين المستخدمين من قبل بعض وسائل الإعلام الأجنبية الغربية والجزيرة القطرية التي توجه سمومها ضد مصر وكيان الأمة العربية من خلال محاولات الهدم الفكري الدائم والتحريض على العنف وبخاصة ضد الجيش الوطني الصلب ورجال الشرطة البواسل ، مع الشماتة بما يحدث لأي مصري وخاصة لبعض الإعلاميين الوطنيين عندما يسافرون في رحلات خارجية على أيدي عناصر الجماعة الإرهابية المدفوعين ، وحتى الشماتة في الظواهر الطبيعية التي تحدث ، وكأنهم بل إنهم لا يريدون لهذا الوطن الصامد الأبي إلا ضعفًا وهوانًا .

      لقد هالهم وأضج مضاجعهم ما رأوه من أمن واستقرار ، وما منّ الله ( عز وجل ) به على مصر وأهلها سواء بافتتاح قناة السويس في وقت قياسي وغير مسبوق بما يشبه الحلم لا الواقع ، أم بالاكتشافات الكبرى في مجال الغاز ، أم بنجاح السياسة الخارجية وبخاصة جولات السيد الرئيس العالمية ، أم بعودة مصر إلى ريادتها العالمية ولا سيما بعد هذا التصويت الكاسح لصالح عضويتها غير الدائمة في مجلس الأمن ، وفي توازن علاقاتها الدولية ، وخروجها عن إطار التبعية إلى استقلال القرار المصري ، هالهم كل ذلك ، ورأوا أن المارد المصري العظيم قد خرج من قمقمه ، فجن جنونهم ، فأخذوا يوجهون إليه سهامهم المسمومة  سرًا وعلنًا في محاولات فاشلة لحصار اقتصادي لن ينجح بإذن الله تعالى ، لأن خزائن السماوات والأرض ليست بأيديهم إنما هي بيد من أمره إذا أراد شيئًا أن يقول له كن فيكون ، وهو القائل في كتابه العزيز ” مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ” (فاطر : 2).

     على أننا نؤكد على عدة أمور : أولها وأخطرها من يعملون بالوكالة لحساب الإخوان ، وعلى وجه أدق لصالح من يستخدمهم ويستخدم الإخوان ، تلك الحركات المشبوهة والشخصيات الملوثة التي تعمل لحساب أعداء الوطن في عمالة ظاهرة وخيانة واضحة ، تستفز أي وطني مخلص لوطنه ، فقد صار هؤلاء العملاء مكشوفين للقاصي والداني ، لأن خبثهم ولؤمهم الذي كان مطويًا ومستترًا قد صار ظاهرًا جليًا لا يحتاج إلى فراسة لاكتشافه ، إذ إنهم لم يعودوا قادرين على إخفاء ما تنطوي عليهم نفوسهم من شر وعمالة وخيانة لوطنهم ، لأنهم يتسابقون في خدمة أسيادهم ومن يستعبدونهم الذين ضاقوا بهم وبضعفهم وبفشلهم في إحداث الفوضى في وطننا ومنطقتنا ، مما جعلهم لا يملكون أعصابهم ولا عقولهم ، فأسلموها لمن يعبث بها وبهم , فأخذوا ينكشفون ويتساقطون واحدًا تلو الآخر .

      وينبغي رصد الهاربين المارقين منهم ووضعهم على قوائم ترقب الوصول ، والضرب بيد من حديد على يد كل من يحاول العبث بأمن هذا الوطن في الداخل أيا كان انتماؤه أو توجهه ، أو الجهة التي تموله أو تدفعه أو ترعاه ، فأمن الوطن فوق كل اعتبار .

     الأمر الثاني : هو ضرورة محاصرة عناصر الإخوان الهاربة من العدالة ووضعهم على قوائم الممنوعين من السفر من جهة ، وتسليم قوائم أسمائهم للبنوك ، والشهر العقاري ، والسجل المدني ، ومصلحة الجوازات من جهة أخرى ، حتى تأخذ العدالة مجراها ، لأن هؤلاء الهاربين من العدالة هم في مقدمة من يحركون عمليات القتل والاغتيال ورصد أفراد الجيش والشرطة والقضاء والإعلام والشخصيات الوطنية العامة ، أو من يمولون هذه العمليات ، أو يستأجرون من يقوم بها ، حقدًا على المجتمع وعملاً على انهياره ، حتى لا يفلتوا من العدالة التي تنتظرهم .

     الأمر الثالث : عدم تسليط الضوء إعلاميا على العناصر غير الوطنية بما يبرز أفكارهم من جهة ، ويلمعهم  وهو ما يسعون إليه من جهة أخرى ، إذ إنهم حريصون كل الحرص على إرسال رسائل لمن يستخدمونهم بأنهم موجودون ولهم صوت مسموع في وسائل الإعلام ، للإيهام بأن لهم تأثيرًا في تشكيل الرأي العام .

    على أن الأمر يحتاج إلى تضافر جهود الكتاب والمثقفين والأدباء والإعلاميين ورجال الإبداع والفن لكشف هؤلاء الخونة العملاء وتفنيد أفكارهم وبيان هشاشتها وزيغها وزيفها وضلالها وخطرها على المجتمع وأمنه القومي .

المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى