وزير الأوقاف في المؤتمر العالمي لرابطة العالم الإسلامي :
عطاء القرآن الكريم لا ينفد إلى يوم القيامة غير أنه يعطي كل جيل بقدر عطائه لدين الله عز وجل وإخلاصه له
عطاء القرآن الكريم لا ينفد إلى يوم القيامة غير أنه يعطي كل جيل بقدر عطائه لدين الله عز وجل وإخلاصه له
والعلم النافع يشمل كل ما ينفع البشرية
في أمر دينها أو أمر دنياها .
ولن يدخل الجنة أحد باسمه أو لقبه أوشهادته أو وظيفته
، إنما بإتقان عمله وإخلاصه فيه وصدق نيته مع الله .
والإسلام دين الإنسانية في أسمى معانيها .
والإسلام أنصف المرأة وحفظ لها كرامتها في أسمى معانيها .
وعلينا أن نتوسع في الفهم المستنير
لديننا بما يتجاوز ثقافة النخبة إلى ثقافة المجتمع .
خلال كلمته التي ألقاها في افتتاح المؤتمر العالمي لرابطة العالم الإسلامي اليوم ١١ من ذي الحجة ١٤٤٠ هـ الموافق ١٢ / ٨ / ٢٠١٩ م بمقر الرابطة بمشعر منى المبارك حول المعاني الحضارية في الإسلام أكد د محمد مختار جمعة وزير الأوقاف أن مفهوم العلم النافع يتسع ليشمل كل علم ينفع الناس في أمر دينهم أو أمر دنياهم ، وليس خاصا ولا مقصورا على العلوم الشرعية وحدها ولا على العلوم العربية وحدها ، وأن قوله تعالى : ” فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ” ليس قصرا على العلوم الشرعية ، إذ لم يقل سبحانه وتعالى اسألوا أهل الفقه وحدهم أو أهل الحديث وحدهم أو أهل التفسير وحدهم ، إنما يتسع لسؤال أهل الطب في الطب وأهل الهندسة في الهندسة ، وهكذا في سائر العلوم والمعارف والصناعات التي تنفع الإنسانية ، مؤكدا أن عطاء القرآن الكريم لا ينفد إلى يوم القيامة غير أنه يعطي كل جيل على قدر عطائه لدين الله عز وجل وإخلاصه له . كما أكد أن الإسلام أعلى من إنسانية الإنسان ، فكرم الإنسان على إطلاق إنسانيته ، حيث يقول الحق سبحانه : ” ولقد كرمنا بني آدم ” كما كرم المرأة وأنصفها أيما إنصاف وحفظ لها كرامتها مصانة موفورة ، حيث يقول نبينا ( صلى الله عليه وسلم ) : ” من كانت له أنثى فلم يئدها ولَم يهنها ولَم يؤثر ولده عليها أدخله الله الجنة “. كما أكد في كلمته أن العبرة بصدق العمل وإتقانه وإخلاص النية فيه لله عز وجل ، وأنه لن يدخل أحد الجنة باسمه أو بطاقته أو شهادته أو وظيفته ، وأن التفاضل بين الخلق له مقياس واحد : ” إن أكرمكم عند الله أتقاكم ” وخير الناس أنفعهم للناس ، و قد أمرنا ديننا الحنيف أن نعامل الناس جميعا بالتي هي أحسن قولا وعملا ، حيث يقول الحق سبحانه : ” وقولوا للناس حسنا ” للناس كل الناس ، فديننا دين الإنسانية في أسمى معانيها ، مما يتطلب أن نعمل على إبراز الوجه الحضاري لديننا السمح ، ونعمل على استرداد الخطاب الديني من مختطفيه من الدخلاء وغير المتخصصين والمتاجرين بدين الله ، فنبذل قصارى جهدنا في العمل على إحلال ثقافة السلام والحوار محل ثقافة الكراهية والاقتتال والاحتراب ، وأن نتحول بكل هذه المفاهيم من ثقافة النخبة إلى ثقافة شعبية ومجتمعية شاملة ، وأن نعمل على بيان ذلك للعالم كله بلغاته المختلفة ، وهو ما نعمل عليه من خلال برامج تدريب الأئمة برامج متقدمة في اللغات المختلفة وترجمة خطبة الجمعة أسبوعيا مقروءة ومسموعة ومرئية بثمانية عشرة لغة إضافة إلى لغة الإشارة مع التوسع في حركة الترجمة والنشر على نطاق واسع إلكترونيا وورقيًّا ، وهو أيضا ما تسهم مثل هذه المؤتمرات الدولية الهادفة إلى إبرازه وترسيخه وتحويله إلى ثقافة واسعة تتجاوز النخب إلى عامة الناس في مشارق الأرض ومغاربها .