:أخبار وآراءأهم الأخبار

نص كلمة معالي وزير الأوقاف
في احتفال الوزارة بالمولد النبوي الشريف 1438هـ

47107-وزير-الاوقاف-3

وزير الأوقاف في كلمته في ذكرى المولد النبوي الشريف:

  • لو أنفقت البشرية في البناء والتعمير والتكافل نصف ما تنفق في الحروب لتغير وجه العالم كله.
  • عام 2017 عام تطوير العمل الوقفي وانطلاق الوزارة في مجالات البر.
  • رسالة الإسلام تمحورت حول مكارم الأخلاق .
  • يجب أن نكون رسل سلام ورحمة للعالم كله .

وهذا نص الكلمة:

بسم الله الرحمن الرحيم

       الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على خاتم أنبيائه ورسله سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) , وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه إلى يوم الدين.

سيادةَ الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيسَ جمهورية مصرَ العربية

معالي المهندس/ شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء

فضيلةَ الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب شيخَ الأزهر

فضيلة أ.د/ شوقي علام مفتي الجمهورية

الحضور الكريم

       يطيب لي أن أهنئ حضراتكم جميعًا , ومصرَ وأهلَها , والأمتين العربيةَ والإسلاميةَ , والإنسانيةَ جمعاء , بذكرى مولد الهادي سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) .

وبعد :

       فإننا إذ نحتفل في كل عام بذكرى ميلاد سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) إنما نستخلص الدروس من سيرته , والعبر من ماضينا , ونراجع واقعنا , ومن أهم ما نقف عنده من سيرته (صلى الله عليه وسلم) أمران :

      الأول : أنه (صلى الله عليه وسلم) نبي الرحمة , حيث يقول الحق سبحانه : ” وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ” , والفهم الدقيق لهذه الآية يوجب علينا أن نكون بحق رحمة للعالمين , كلِّ العالمين وبلا أي استثناءات , أن نكون رسلَ هداية, ورسلَ سلام, وأن نحمل الخير والسلامً للعالم كله, مؤكدين أن البشرية لو بذلت  في البناء والتعمير والتنمية والتكافل العالمي نصف ما تبذل في الإنفاق على الحروب لتغير حال البشرية جمعاء , ولعاش العالم كله في أمن وسلام وتقدم ونماء .

قالوا غَزَوتَ وَرُســـلُ اللَهِ ما بُعِثـــــوا

لِقَتلِ نَفـــــسٍ وَلا جــــــاؤوا لِسَفــــــــكِ دَمِ
أخوكَ عيسى دَعا مَيتـــــاً فَقـــــامَ لَــهُ

وَأَنــــتَ أَحيَيــــتَ أَجيــــالاً مِنَ العــــــــدم

شريــــــــــعةٌ لك فجــــــــرت العقول بها

من زاخــــــــــــرٍ بصنوف العـــلم والحكم

خَطَطـــتَ لِلدينِ وَالدُنيـا عُلومَهُمــا

يا سيـــدَ الخلـــقِ من عــــربٍ ومن عجــــمِ

       أما الأمر الثاني : فهو أن الرسالة المحمدية تمحورت حول مكارم الأخلاق ودارت في فلكها , حيث لخص نبينا (صلى الله عليه وسلم) أهداف رسالته الكبرى في قوله (صلى الله عليه وسلم): ” إِنَّمَا بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الأَخْلاَقِ” , وقوله (صلى الله عليه وسلم) : ” إِنَّ أَحَبَّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبَكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَحَاسِنُكُمْ أَخْلاقًا ، الْمُوَطَّئُونَ أَكْنَافًا ، الَّذِينَ يَأْلَفُونَ وَيُؤْلَفُونَ ” .

      حتى صار هذان الأمران الرحمةُ ومكارمُ الأخلاق أشبهَ بالمسلمات والبدهيات تأصيلا وتنظيرًا , وصار واجبنا هو تحويل هذا التأصيل العظيمِ إلى سلوك وواقع عملي ملموس في دنيانا ودنيا الناس جميعًا على نحو ما تعلمناه من أنه (صلى الله عليه وسلم) كان قرآن يمشي على الأرض يصل الرحم ويحمل الكل ويُكسب المعدوم ويعين على نوائب الدهر، يعفو عن من ظلمه ، ويصل من قطعه ، ويعطي من حرمه ، ويحسن إلى من أساء إليه .

      وهذا كعب بن زهير بن أبي سلمى يقول منذ أن بُلغ أن الرسول (صلى الله عليه وسلم) توعده ، فتفرق عنده الصديق قبل العدو :

وَقـــــــالَ كُلُّ خَليلٍ كــــُنتُ آمُلُهُ

لا ألهينّك إِنّي عَنـــكَ مَشْــغُولُ
فَقُلتُ خَلّــــــــوا سَبِيلِي لَا أَبَا لَكُمُ

  فَـكُلُّ مَا قَدَّرَ الرَحْمَنُ مَفْعُولُ

كُلُّ ابْنِ أُنْثَى وَإِنْ طَالَتْ سَلَامَتُهُ

  يَوْماً عَلَى آلَةٍ حَدْبَاءَ مَحْمُولُ
أُنْبِئْتُ أَنَّ رَسُــــولَ اللَهِ أَوْعَــدَنِي

 وَالعَفُوُ عِنْدَ رَسُولِ اللَهِ مَأْمُولُ

 

     فلم يكتف النبي (صلى الله عليه وسلم) بالعفو عنه ، بل زاد في العفو والكرم بأن أهداه بردته الشريفة .

     ولهذا عقدنا العزم أن يكون مؤتمرُ المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الدوليُّ السابعُ والعشرون الذي يعقد في مارس 2017م – بإذن الله تعالى – حول دور القادة وصانعي القرار من السياسيين والبرلمانيين والعلماء والمثقفين والأكاديميين والإعلاميين في نشر ثقافة السلام ومواجهة الإرهاب والتحديات , فالأمر جلل , والمسئولية تضامنية مشتركة ،

    كما أعلنا منذ أيام في إطار الحوار المجتمعي مع شباب الجامعات  عن مسابقة : “دور الجامعة في نشر ثقافة التسامح والسلام”.

      وأؤكد أننا في إطار توجيهاتكم – سيادةَ الرئيس – بضرورة تأهيل الشباب وإعدادِهم إعدادًا متميزًا والتمكين لهم وإِشراكهِم في العمل العام فإننا عقدنا ومازلنا نعقد العديد من اللقاءات والمسابقات والمقابلات والدورات التدريبية لتأهيل واختيار أفضَلِ العناصر الشبابية والدفعِ بهم في قيادة العمل الدعوي والإداري , ونقدم بين من تفضلتم بالموافقة على تكريمهم اليوم أنموذجين من شباب علماء الأوقاف الحاصلين على درجة الدكتوراه, أحدهما يعمل مديرًا عامًا للعلاقات الخارجية بديوان عام الوزارة ويتقن الإنجليزية خَطابة وكتابة , والآخرُ أحد أوائل مسابقة الإيفاد للخارج وهو حاصل على الدكتوراه أيضًا ويدرس اللغة الإنجليزية بالمعهد الثقافي البريطاني بالقاهرة .

        وفي النهاية يطيب لي أن أشكر سيادتَكم سيادةَ الرئيس على ما تولونه من اهتمام بقضية تصويب الخطاب الديني وتطوير منظومة الأوقاف لتؤدي دورها المنوطَ بها في التنمية وخدمة المجتمع في ضوء شروط الواقفين وما أوقفت له, وأن أؤكد أن عام 2017 في وزارة الأوقاف إضافةً إلى جهودِ الوزارة المستمرةِ في تصويب الخطاب الديني وتصحيحِ المفاهيم الخاطئة ونشر الفكر الإسلامي الوسطي الصحيح سيكون بإذن الله تعالى عامَ تطوير منظومة العمل الوقفي وانطلاقِ الوزارة في مجال البر والمساعدات الإنسانية والإسهام في تنمية المجتمع .

     واسمحوا لي سيادة الرئيس بهذه المناسبة الكريمة أن أقدم لسيادتكم باسمي وباسم جميع العاملين بالأوقاف نسخة من كتاب الله (عز وجل) هديةً من أبناء الوزارة والعاملين بها تقديرًا لما تبذلون من جهد في خدمة الدين والوطن, وكلَّ عام وسيادتكم بخير.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

57147-احتفالية-المولد-النبوى-الشريف74915-احتفالية-المولد-النبوى 70686-المولد

المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى