:أهم الأخبارمقالات

موتوا بغيظكم

    الشعب المصري شعب متجذر في أرضه تجذر الجبال الشوامخ في أماكنها حضارة وتاريخًا ، شعب تضرب حضارته في أعماق التاريخ لأكثر من سبعة آلاف عام ، شعب مارس الحياة وصقلته التجارب ، يمتلك من الإرادة والوعي ما يؤهله لتجاوز الصعاب ومواجهة التحديات ، هو كما وصفه سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : ” خير أجناد الأرض ” ، حيث يقول (صلى الله عليه وسلم) : “إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا منها جندًا كثيرًا فإنهم خير أجناد الأرض ، وإنهم وأزواجهم وأهليهم  في رباط إلى يوم القيامة” ، وفي كل يوم يكشف الشعب المصري عن عمق حضارته وشدة وعيه ويقظته ، وقد جاءت مشاركته الواسعة و إقباله الكثيف على التصويت في التعديلات الدستورية الأخيرة ، مع ما صاحب هذا التصويت من مظاهر حضارية واحتفالية ، ليؤكد على عمق حضارته وشدة وعيه والثقافة الإيجابية الجادة حول قيادته السياسية ، وليقول : نعم للأمن والأمان ، نعم للاستقرار ، نعم لبناء مصر المستقبل ، وليؤكد أن الشعب كله صف واحد خلف قيادته السياسية وقواته المسلحة الباسلة وشرطته الوطنية ، وليؤكد للقاصي والداني أنه لشعب عصي على الانكسار ، وأنه شعب قادر على ممارسة حقوقه الوطنية والديمقراطية  بوعي وشجاعة ، وأنه مدرك لحجم المخاطر والتحديات وخطط الأعداء المتربصين ، وقادر دومًا على التصدي لها وإفشالها ، وأنه يوجه كل يوم طعنة جديدة لأعدائه المتربصين به ، وكأنه يقول لهم : موتوا بغيظكم ، وغيظ من يقف خلفكم ، ومن ينفقون أموالهم في سبيل النيل من أمننا واستقرارنا “ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ” .

    إنه لشعب لا يعرف سوى البناء ، لا يعرف للهدم طريقًا ، شعب يحب الحياة ، ويعمل على عمارة الكون ، لا كهؤلاء المجرمين المخربين الذين لا يعرفون سوى الهدم، ولا يقوون على البناء .

    شعب مصر ذو حضارة عظيمة ، شعب طوال تاريخه لا يعرف سوى البناء وعمارة الكون ، وهو ما يتسق مع مبادئ وقيم جميع الأديان السماوية ، فحيث يكون البناء والتعمير وعمارة الكون وصناعة الحياة فثمة شرائع الله ، وحيث يكون الهدم والتخريب والفساد والإفساد فثمة ما يناقض كل الأديان والقيم الدينية والأخلاقية والإنسانية ، فالأديان رحمة ، الأديان سماحة ، الأديان بناء ، أما الفساد والإفساد فمن أخص صفات المجرمين والمنافقين: “وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ ” ولا يحب المفسدين ولا يصلح عملهم .

   غير أن مواجهة فساد المفسدين وإجرامهم لا يكون بالكلام وحده ،إنما يكون بالعمل الجاد ، والمشاركة الإيجابية في بناء الوطن ، والحفاظ على خيراته ومقدراته ، وأن نكون جميعًا على قلب رجل واحد في الدفاع عنه والحفاظ على مكتسباته ، وهو ما يظهره معدن الشعب المصري العظيم دائمًا ، ولا سيما في وقت الشدائد والتحديات .

المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى