:أخبار وآراءمقالات

على هامش مؤتمر المناخ

على هامش مؤتمر المناخ

يقولون ليس من رأى كمن سمع، وليس من سمع كمن حُكي له أو نُقل إليه، وقد رأينا بأم أعيننا وسمعنا بآذاننا وقلوبنا إلى شهادات القاصي والداني على قدرة الدولة المصرية على احتضان وإنجاح مؤتمر المناخ بمدينة السلام مدينة شرم الشيخ، حيث عملت القيادة المصرية على إرسال رسالة واضحة إلى العالم كله مفادها: تعالوا لنعمل معًا على سلام الإنسان والكون ونواجه معًا بروح وثَّابة وتضامن إنساني آثار التغيرات المناخية التي تشكل خطرًا داهمًا على البشرية جمعاء وتهديدًا حقيقيًّا حياتيًّا ووجوديًّا على كثير من التجمعات السكانية والكائنات الحية على حد سواء.
لقد صار الخطر داهمًا وواضحًا وملموسًا بحيث يحتاج إلى تضافر الجهود، ومد يد العون من الدول الصناعية الغنية للدول والمناطق الأكثر عرضة للخطر من جهة، وتقليل الانبعاثات التي تزيد من حدة المشكلة من جهة أخرى، والتحول إلى الطاقة النظيفة الجديدة والمتجددة من جهة ثالثة، إضافة إلى التوسع في مجال البحث العلمي لمواجهة تلك الظواهر والتحديات الكونية.
وخلال استقبال وتوديع بعض كبار ضيوف المؤتمر بمطار القاهرة أجمع من شرفنا بلقائهم على الآتي:
1- الخطر الداهم الذي تشكله الآثار السلبية للتغيرات المناخية، بحيث صارت العديد من الجزر وسكانها مهددين بالفناء.
2- الإشادة البالغة بقدرة الدولة المصرية على جمع قادة وزعماء العالم في هذا المؤتمر بصورة غير مسبوقة، مع التنظيم المبهر للمؤتمر.
3- الإشادة بحضارة الدولة المصرية العريقة التي حرص كثير من ضيوف مصر بالمؤتمر على زيارتها، حيث ذهب بعضهم لزيارة الأهرامات ومتحف الحضارة ومدينة الأقصر وكثير من المعالم الحضارية والتاريخية والأثرية المصرية مشيدين بعظمة هذه الحضارة، كما أشادوا جميعًا بحفاوة الاستقبال، معبرين عن ثقتهم في قدرة السيد الرئيس/ عبد الفتاح السيسي على أن يجعل من قمة شرم الشيخ قمة فعلية للتنفيذ.
وكان لي شرف إهداء من التقيت بهم نسخًا من إصدارات الدولة المصرية ممثلة في وزارة الأوقاف في مجال مواجهة وتفكيك الفكر المتطرف، ونشر ثقافة التسامح الديني والسلام العالمي، وكانت لحظات الانتظار بين الوصول إلى مطار القاهرة والمغادرة إلى مطار شرم الشيخ أو الوصول من مطار شرم الشيخ والمغادرة إلى بلادهم، تسمح بشيء من الحوار الثقافي حول هذه الإصدارات، وهو ما كان موضع إشادة بالغة بجهود الدولة المصرية في مواجهة الإرهاب والفكر المتطرف.
وكان بالطبع ضمن هذه الإصدارات كتاب: “حماية البيئة بين المسئولية الشرعية والإنسانية”، لتسعة من المفكرين والعلماء والقانونيين، يُلقون فيه الضوء على اهتمام الإسلام بموضوع البيئة وضرورة التعامل معها على أنها ملكية عامة يتوجب علينا المحافظة على مكوناتها وثرواتها ومواردها، ورفع الأذى عن كل ما يضر بالإنسان أو الكون، وبيان عظيم الثواب المترتب على فعل ذلك.
ويبينون أن الشريعة الإسلامية بأصولها وفروعها وقواعدها الفقهية ومقاصدها الشرعية قد أولت حماية البيئة ورعايتها والمحافظة عليها عناية خاصة، من منطلق أن كل ما يحقق مصالح البلاد والعباد هو من صميم مقاصد الأديان.
ويؤكدون أن ما يترتب على مخاطر التعدي على البيئة من ضررٍ إنما هو ضرر متعدٍ لا يقف عند حدود مرتكبيه أو دولهم أو إقليمهم، إنما يتجاوزهم إلى نطاق أوسع ربما يؤثر في الكرة الأرضية كلها وعلى البشرية جمعاء، مما يتطلب منَّا العمل معًا للحفاظ على البيئة وسن القوانين الملزمة الرادعة لكل من تسول له نفسه الاعتداء عليها، سواء على المستويات الوطنية أم الدولية.
فتحية لكل من أسهم في هذا المؤتمر إدارة أو تنظيمًا أو مشاركة بناءة، مع كل الأمل والثقة في قدرة القيادة المصرية على تفعيل مخرجات هذا المؤتمر بما يخدم الإنسان والكون والسلام الإنساني.

المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى