:أهم الأخبارمقالات

على مشارف العلمين

بمجرد وصولك إلى مشارف العلمين الجديدة تشعر أنك تقتحم عالمًا جديدًا ، هو مصر الجديدة ، ليست العلمين وحدها ، بل هناك صرح معماري عظيم اسمه مدينة الجلالة ، و آخر اسمه الإسماعيلية الجديدة ، وهناك أيضا بني سويف الجديدة ، والمنيا الجديدة ، وأسيوط الجديدة ، وأسوان الجديدة ، والمنصورة الجديدة ، ودمياط الجديدة ، و درة التاج العاصمة الإدارية الجديدة ، وشبكة الطرق الجديدة ، ومحطات الكهرباء والطاقة الجديدة والمتجددة ، والجامعات الجديدة ، والمدارس الجديدة ، وهكذا تشعر أنك أمام دولة يعاد بناؤها من جديد على أسس علمية سليمة ، وتخطيط دقيق ، ورؤية قائد حكيم ، ومثابرة شعب عظيم يملك إرثا حضاريا يؤهله لشق طريقه بقوة نحو المستقبل في القرن الحادي والعشرين ، وهذه هي مصر وستظل رمزا للحضارة الإنسانية التي تقدم كل يوم ما يؤكد على أصالة شعبها العظيم ، وهو ما يؤكد عليه دوما سيادة الرئيس .
نعم نحن بفضل الله وعونه وتوفيقه أمة تستطيع ، وقادرة على تحدي الصعاب ، وبناء مستقبل مزهر لأبنائها ، غير أننا في حاجة إلى أمرين هامين : أحدهما مزيد من الوعي بالمخاطر والتحديات ، والآخر مزيد من العطاء وبذل أقصى الطاقة والوسع ، فالأول يحتاج أن ندرك مخاطر التطرّف والإرهاب ، ولا نسمح لأي منهما بالتخلل بين صفوفنا ، أما الآخر فعلينا أن ندرك قيمة وأهمية العمل والعَرق في بناء الدول ، ولا سيما أن ديننا دين العمل والإنتاج ، حيث يقول نبينا ( صلى الله عليه وسلم ) : “والَّذي نفسي بيدِهِ لَأن يأخذَ أحدُكم حبلَهُ فيحتطِبَ على ظَهرِهِ خيرٌ لَهُ من أن يأتيَ رجلًا أعطاهُ اللَّهُ (عزَّ وجلَّ) من فضلِهِ فيسألَهُ أعطاهُ أو منعَه) ، ويقول ( صلى الله عليه وسلم ) : ” من أمسى كالاًّ من عمل يده أمسى مغفورًا له ” ، ويقول ( صلى الله عليه وسلم ) : ” مَا أَكَلَ أَحَدٌ طَعَامًا قَطُّ خَيْرًا مِنْ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ وَإِنَّ نَبِيَّ اللهِ دَاوُدَ ( عَلَيْهِ السَّلاَمُ ) كَانَ يَأْكُلُ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ. ” .
وللتأكيد على أهمية العمل دعانا الإسلام إلى أن نعمل إلى آخر لحظة من حياتنا ، حتى لو لم ندرك ثمرة هذا العمل، وما ذلك إلا لبيان قيمة العمل وأهمية الإنتاج للأفراد والأمم، فعن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ (رضي الله عنه) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم) : (إِنْ قَامَتِ السَّاعَةُ وَبِيَدِ أَحَدِكُمْ فَسِيلَةٌ، فَإِنْ اسْتَطَاعَ أَنْ لاَ تَقُومَ حَتَّى يَغْرِسَهَا فَلْيَغْرِسْهَا) [الأدب المفرد] ، ويقول (صلى الله عليه وسلم) : “ما مِن مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْسًا، أوْ يَزْرَعُ زَرْعًا، فَيَأْكُلُ منه طَيْرٌ، أوْ إنْسانٌ، أوْ بَهِيمَةٌ، إلَّا كانَ له به صَدَقَةٌ ” .
وإذا كان الإسلام يدعو إلى العمل والإنتاج فإنه يرفض – وبشدة – البطالة والكسل والتسول، لأن ذلك من أسباب تأخر البلاد وهلاك العباد، وقد كان النبي (صلى الله عليه وسلم) يستعيذ بالله من العجز والكسل ، فعن أنس بن مالك (رضي الله عنه) قَالَ: كان رَسُولُ اللهِ(صلى الله عليه وسلم) يَقُولُ : اللَّهُمَّ إِنِّى أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ وَالْجُبْنِ وَالْهَرَمِ وَالْبُخْلِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ ” ( أخرجه مسلم ).

المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى