:مقالات

عطاءات القرآن

عطاءات القرآن

 القرآن الكريم معطاء إلى يوم الدين، فهو الحق المبين الذى لا تنقضى عجائبه، ولا يشبع منه العلماء، ولا يَخْلَقُ عن كثرة الرد، يعطى كل جيل وكل قوم بمقدار عطائهم له.

‎ورمضان هو شهر القرآن الكريم نزولا وتلاوة ومدارسة، حيث يقول الحق سبحانه: «شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِى أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ» «البقرة: 185»، ويقول سبحانه: «إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِى لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ. فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ. أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ» «الدخان:3-5»، ويقول سبحانه: «إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِى لَيْلَةِ الْقَدْرِ. وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ. لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ. تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْر. سَلَامٌ هِىَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ» «القدر: 1-5».

‎وكان جبريل «عليه السلام» ينزل على سيدنا رسول الله «صلى الله عليه وسلم» يدارسه القرآن فى رمضان مرة فى كل عام، فلما كان العام الذى توفى فيه «صلى الله عليه وسلم» نزل عليه الأمين جبريل فدارسه القرآن الكريم مرتين، فرمضان شهر مدارسة القرآن الكريم، وفى الحث على تلاوته ومدارسته وفهم أسراره يقول نبينا «صلى الله عليه وسلم»: «ما اجتمَعَ قومٌ فى بيتٍ من بيوتِ اللَّهِ يتلونَ كتابَ اللَّهِ، ويتدارسونَهُ فيما بينَهم إلَّا نزلَت عليهِم السَّكينةُ، وغشِيَتهُمُ الرَّحمةُ، وحفَّتهُمُ الملائكَةُ، وذكرَهُمُ اللَّهُ فيمَن عندَهُ» «صحيح مسلم».

‎على أن عطاء القرآن الكريم إنما يُؤْتَى لأصحاب القلوب المرهفة المحبة للقرآن، المفعمة بالإيمان، حيث يقول الحق سبحانه: «إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ» «الأنفال: 2»، ويقول سبحانه: « اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِى بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ» «الزمر: 23»، ويقول سبحانه: «لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ « «يس: 70»، ويقول سبحانه: «وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ» «البقرة: 269»،

‎أما من طبع على قلوبهم فهم لا يسمعون ولا يفقهون، حيث يقول سبحانه: «إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ» «النمل: 80»، ويقول سبحانه: « وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِى الْقُبُورِ» «فاطر: 22»، ويقول سبحانه: «وَلَا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعَاءَ إِذَا مَا يُنْذَرُونَ» «الأنبياء: 45»، ويقول سبحانه: «إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ. وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ» «الأنفال: 22، 23»، ويقول سبحانه: «إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا. كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا» «النازعات : 45، 46».

المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى