عادات محمودة وأخرى مرفوضة في الأعياد
لكل قوم عاداتهم في أعيادهم ومناسباتهم وسائر شئون حياتهم ، غير أن بعض العادات قد تكون إيجابية محمودة تحتاج إلى دعمها وترسيخها ، وبعضها قد تحتاج إلى تقويمها وتهذيبها ، في حين يكون بعضها مرفوضًا ينبغي اجتنابه والتحذير منه ، ومن العادات الطيبة المقبولة في العيد :
1- التزاور وصلة الأرحام ، حيث يقول الله تعالى :” والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب” (الرعد:21)، وعن عبد الرحمن بن عوف (رضي الله عنه) أنه سمع نبينا (صلى الله عليه وسلم) يقول: ” قال الله(عز وجل) : أنا الله وأنا الرحمن ، خلقت الرَّحِم ، وشققت لها من اسمي ، فمن وصلها وصلته ، ومن قطعها بتَتُّه ” (رواه الترمذي).
2- التوسعة على الفقراء والمساكين ، حيث يقول سبحانه وتعالى: (لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ) (ال عمران:92) حتى يجد الفقير ما يوسع به على أهله من المأكل الحلال والمشرب الطيب في يوم العيد , ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : ” أغنوهم عن ذُلِّ السؤال في هذا اليوم” (أخرجه الحاكم) ولفظ الإغناء يتطلب التوسعة عليهم بما يحقق لهم الكفاية والاستغناء في هذا اليوم ، ويحقق للمتصدق الثواب العظيم في الدنيا والآخرة ، حيث يقول الحق سبحانه:” مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ” (البقرة 261) .
3- التوسعة على الأهل في غير إسراف يقول الحق سبحانه :” يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ” (الأعراف:31) ، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم):” كلوا واشربوا ، والبسوا وتصدقوا ، في غير إسرافٍ ولا مخيلةٍ ” (رواه البخاري) .
4- الصلح بين الناس وإنهاء الخصومات ، فإنَّ الإصلاح بين الناس وإنهاء النزاعات، وإشاعة طمأنينة النفس من الأخلاق الإسلامية الحميدة ، يقول الله(عز وجل) : ﴿ لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾ (النساء:114).
ومن العادات السيئة :
1- الإسراف والتبذير ، وهي من أعمال التي لا يحبُّها الله ، ويرشدنا الإسلام إلى ذلك في قول الله (عز وجل): ” إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ” ، ويقول سبحانه ” وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا” (الأنعام: 141) .
2- ممارسة الأطفال لبعض الألعاب الخطرة ، كالألعاب النارية ونحوها ، مما يجب تحذيرهم منها وتنبيههم إلى خطورتها .
3- بعض مظاهر الشباب الاحتفالية غير المنضبطة كتلك المظاهر التي تصاحب أفراح الأعياد من سباق السيارات أو إطلاق النار العشوائي ونحو ذلك ، فهذه الأمور وما شاكلها يمكن أن تودي بحياة بعض الناس ، وتفجع أهلهم به وتحول الأفراح إلى مآتم وأحزان .
4- قيام بعض القوم بإحياء ذكرى الأحزان المؤلمة ، كإقامة عزاء أول عيد للميت على غير شرع ولا سنة ، وزيارة بعض النساء للمقابر لا للموعظة وإنما للندب والنواح على موتاهم ، إذ لا ينبغي تحويل فرحة العيد والبهجة بنعم الله على عباده إلى مآتم لا أصل لها في كتاب أو سنة .