:أهم الأخبارمقالات

روح أكتوبر

ارتبط السادس من أكتوبر العاشر من رمضان في ذاكرة المصريين والعرب جميعًا بنصر تاريخي غيَّر تاريخ المنطقة ، وأربك حسابات أعدائها المتربصين بها ، فقد حققت قواتنا المسلحة الباسلة نصرًا مؤزرًا على العدو الصهيوني الذي كان يقال آنذاك إنه لا يقهر ، وحطمت خط بارليف الذي كان يظن العدو وأكثر المراقبين في العالم أنه عصيّ على مجرد الاختراق وليس التدمير .

حطمت الروح المصرية الفدائية لقواتنا المسلحة ومن خلفها الشعب المصري كله مع وقفة عربية مشرفة من أشقائنا في الدول العربية هذه الأساطير كلها ، وحطمت معه الجبروت الصهيوني والغطرسة الصهيونية ، وأعادت لأمتنا العربية عزها وشرفها ومجدها ، وبعثت فيها حياة جديدة.

ولم يكن هذا النصر أمرًا عفويًّا ، إنما جاء نتاج إعداد ، وتخطيط ، وتدريب ، وعزيمة ، وتصميم ، وإرادة سياسية قوية ، وتوفيق كبير من الله عز وجل .

وها هي روح هذا النصر العظيم تُحيي فينا قيمًا جديدة ، أهمها الإرادة ، والتصميم والعزيمة، والقدرة على الإنجاز .

ما أحوجنا إلى استلهام هذه الروح في مواجهة جميع التحديات التي تحيط بنا أمنيًّا وعسكريًّا وفي مقدمتها مواجهة الإرهاب الغاشم ، الذي يستهدف أمن أمتنا وسلامها ، ويعمل على تقسيمها وتفتيتها ، مدعومًا دعمًا غير محدود من الأعداء ومن بعض من كان يفترض أن يكونوا أصدقاء ، لكنهم خانوا دينهم وأمتهم وأوطانهم وباعوا كل ذلك بثمن بخس وعرض زائل ، سرعان ما يزول عنهم إذا ما رفعت تلك الجهات التي تستخدمها يدها عنهم ، وحتى وإن لم ترفع، لأن الباطل إلى زوال وإن علا أمره إلى حين ، وذلك حيث يقول الحق سبحانه : ” بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ ” ، ويقول الحق سبحانه : ” وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ * وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ ” ، ويقول سبحانه : ” وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ” .

ما أحوجنا إلى استلهام روح أكتوبر في مجال العمل والتنمية ، وهو ما يُترجم واقعًا عمليًّا على أرض الواقع متمثلًا في الإنجازات والمشروعات الكبرى سواء ما تم الانتهاء منه كبعض مشروعات قناة السويس وفي مقدمتها مشروع ازدواج مجرى القناة ، وتلك المشروعات العملاقة في مجالي : الكهرباء ، والطاقة ، وما أُنجز في مشروعات الطرق والبنية التحتية ، والإسكان ، وما يجري الاستكمال والإعداد لافتتاحه في هذه المجالات ، وغيرها من مجالات الصحة ، والتعليم، واستصلاح الأراضي والمشروعات الاستثمارية الكبرى والمتوسطة والصغيرة .

إننا نسابق الزمن ، وبإذن الله تعالى عائدون وبقوة في شتى المجالات .

وفي مجال الخطاب الديني فإننا قادمون وبقوة بإذن الله تعالى في اتجاه تصويب الخطاب الديني وتصحيح المفاهيم الخاطئة ، مع إحداث نقلة نوعية في التأهيل والتدريب والتثقيف ، في برامج غير مسبوقة من التدريب النوعي التراكمي المستمر بما يواكب العصر ويسهم في التعامل بحكمة بالغة ورؤية واعية مع مستجداته وقضاياه .

ويأتي في هذا الإطار إطلاق مشروع المدرسة القرآنية بالمساجد الكبرى والجامعة ، بحيث يقوم على العمل بها محفظون ومحفظات أكفاء متميزون ، وتقدم هذه المدارس جميعا خدماتها بالمجان خدمة لكتاب الله عز وجل من جهة ، وقطعاً للطريق على الجماعات المتطرفة من العبث بعقول النشء من جهة أخرى ، هذا إضافة إلى التوسع في خطة إعمار المساجد مبنى ومعنى مظهراً وجوهراً ، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.

المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى