خلال احتفال الاتحاد العام
لنقابات عمال مصر
بالمولد النبوي الشريف
لنقابات عمال مصر
بالمولد النبوي الشريف
وزير الأوقاف يؤكد :
اليد العاملة يحبها الله ورسوله
والاحتفال الحقيقي بميلاد الرسول (صلى الله عليه وسلم)
يكون بحسن الاتباع في الأخلاق والعمل
رحمة الرسول (صلى الله عليه وسلم) لم تقف عند حدود البشر
ونحتاج إلى استعادة منظومة القيم الأخلاقية لتكون واقعا ملموسا
في إطار الدور التوعوي الذي تقوم به وزارة الأوقاف ، والمشاركات التثقيفية والتنويرية لقضايا الدين والمجتمع من خلال الندوات التثقيفية والمحاضرات التنويرية ، وفي ضوء حملة “رسول الإنسانية ” سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) ألقي معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف محاضرة هامة بمناسبة احتفال الاتحاد العام لنقابات عمال مصر بالمولد النبوي الشريف اليوم الأحد 2 / 12 / 2018م عقب صلاة المغرب بمقر الاتحاد العام لنقابات عمال مصر ، بحضور السيد الأستاذ / جبالي المراغي رئيس اتحاد عمال مصر ، والسيد الأستاذ / خالد الفقي نائب رئيس الاتحاد ، والسيد النائب/ محمد وهب الله الأمين العام لاتحاد عمال مصر ووكيل لجنة القوى العاملة بالبرلمان، والسيد الأستاذ/ سعيد النقيب رئيس النقابة العامة للعاملين بالإنتاج الحربي، نائب رئيس اتحاد العام لنقابات عمال مصر ، ولفيف من القيادات العمالية وممثلي النقابات العامة على مستوى الجمهورية .
وفي كلمته أكد معالي وزير الأوقاف أ.د/ محمد مختار جمعة أن إقامة هذه المحاضرة في حب سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ، مبينًا أن الإسلام لم يطلب مجرد العمل ، بل العمل المتقن في ما هو من عمل الدنيا أو عمل الآخرة ، حيث يقول نبينا (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) : ” إِنَّ اللهَ (عز وجل) يُحِبُّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلًا أَنْ يُتْقِنَهُ “، وعندما أمسك (صلى الله عليه وسلم) بيد أحد أصحابه فوجدها خشنة من أثر العمل ، قال : ” هذه يد يحبها الله ورسوله ” ، وقال (صلى الله عليه وسلم) : ” خيركم من يأكل من عمل يده ، وإن نبي الله داود (عليه السلام) كان يأكل من عمل يده ” ، وقال (صلى الله عليه وسلم) : ” منْ أَمسَى كالًّا مِنْ عَمَلِ يَدَيْهِ أَمْسَى مَغْفُورًا لَهُ ” ، وكان (صلى الله عليه وسلم) يقول : ” لأَنْ يَحْتَطِبَ أَحَدُكُمْ حُزْمَةً عَلَى ظَهْرِهِ خَيْرٌ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ أَحَدًا فَيُعْطِيَهُ أَوْ يَمْنَعَهُ ” .
ولا شك أن الاقتصاد في عصرنا الحديث أحد أهم دعائم القوة ، ولن تتحقق لا هذه القوة الاقتصادية ولا غيرها من القوى إلا بالعمل والعرق ، والجد والتعب والنصب ، وهنا يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : ” من بات كالا ً – أي متعبا – من عمل يده بات مغفورًا له ” ، فكل عمل يقوم به الإنسان يعف به نفسه وأهله عن الحرام ، يستغنى به عن ذل السؤال ويسهم في نهضة وطنه ورقيه ، وسد جميع احتياجاته هو في سبيل الله.
وقد مرَّ رجلٌ على النبي (صلى الله عليه وسلم) فَرَأَى أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) مِنْ جَلَدِهِ وَنَشَاطِهِ مَا أَعْجَبَهُمْ , فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ , لَوْ كَانَ هَذَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) : ” إِنْ كَانَ خَرَجَ يَسْعَى عَلَى وَلَدِهِ صِغَارًا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، وَإِنْ خَرَجَ يَسْعَى عَلَى أَبَوَيْنِ شَيْخَيْنِ كَبِيرَيْنِ فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَإِنْ كَانَ يَسْعَى عَلَى نَفْسِهِ يَعِفُّها فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَإِنْ كَانَ خَرَجَ رِيَاءً وتَفَاخُرًا فَهُوَ فِي سَبِيلِ الشَّيْطَانِ ” ، موضحا أنه لا بد أن ننقل الصورة الحقيقية لديننا ، والنبي (صلى الله عليه وسلم) قد بين أن خير الناس أنفعهم للناس ، لذا فإننا بحاجة ماسة إلى رحمة الطبيب بمرضاه ، والمعلم بطلابه ، والصانع بمعاونيه ، ورب المال والأعمال بعماله . وفي سياق آخر أكد معاليه أن خيرية هذه الأمة تكون بالسماحة والرحمة قال تعالى : ” كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ” ، مشيرًا إلى أن مشكلة الجماعات المتطرفة تكمن في فهمهم الخاطئ لقضية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , وبدلًا من دعوتهم إلى الخير يشددون على الناس فينفرونهم من الدين , موضحًا أن الرحمة والتسامح والكلمة الطيبة تحبب الناس في دين الله , وأن القرآن والسنة جاءوا لسعادة الناس .
كما أوضح معاليه أن رحمة الرسول (صلى الله عليه وسلم) لم تقف عند حدود البشر ، بل شملت الحيوان والحجر والشجر ، حيث يقول (صلى الله عليه وسلم) : ” بَيْنَا رَجُلٌ يَمْشِي، فَاشْتَدَّ عَلَيْهِ العَطَشُ، فَنَزَلَ بِئْرًا، فَشَرِبَ مِنْهَا، ثُمَّ خَرَجَ فَإِذَا هُوَ بِكَلْبٍ يَلْهَثُ يَأْكُلُ الثَّرَى مِنَ العَطَشِ، فَقَالَ: لَقَدْ بَلَغَ هَذَا مِثْلُ الَّذِي بَلَغَ بِي، فَمَلَأَ خُفَّهُ، ثُمَّ أَمْسَكَهُ بِفِيهِ، ثُمَّ رَقِيَ، فَسَقَى الكَلْبَ، فَشَكَرَ اللَّهُ لَهُ، فَغَفَرَ لَهُ “، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَإِنَّ لَنَا فِي البَهَائِمِ أَجْرًا؟ قَالَ: ” فِي كُلِّ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أَجْرٌ “، وعندما رأى جملا تدمع عيناه إذ كان صاحبه يشق عليه ، قال (صلى الله عليه وسلم) : ” يا صاحب الجمل اتق الله في هذه البهيمة التي ملكك الله إياها ، فإن جملك هذا قد اشتكى إلي أنك تُجيعه وتُدْئبهُ ” .
وفي ختام كلمته أكد معالي الوزير على أن رسالة الإسلام العالمية جاءت بكل الخير للإنسانية ، وهذا يسهم بقوة في القيام بكل عمل رشيد ونشر سماحة الإسلام وتبليغ صحيح الدين.