:أهم الأخبارمقالات

حمايــة الأوطـــان

    حماية الأوطان لا تنفك عن مقاصد الأديان ، فقد نشأنا وتربينا وتعلمنا أن حماية الوطن لا تخرج عن أحد أمرين : إما أن تكون فرض عين ، وإما أن تكون فرض كفاية ، فإذا كانت الأوطان آمنة مستقرة لا تتعرض لإرهاب ولا لعدوان ، كانت حماية الوطن فرض كفاية إذا قام بها بعض أبناء الوطن سقط الإثم عن الباقين ورفع الحرج عنهم ، أما في حالة تعرض الأوطان لأي مخاطر فإن حماية الأوطان من هذه المخاطر تكون فرض عين , كل في حدود ما يكلف به أو يستطيع فعله أو يتوجب عليه فعله في ذود الخطر عنها .

     ففي الوقت الذي تقف فيه قواتنا المسلحة الباسلة ومعها رجال الشرطة البواسل سدًّا منيعا وحصنا قويا في وجه قوى البغي والإرهاب والشر ، فإن من واجبنا أن نكون ظهيراً قوياً لقواتنا المسلحة الباسلة وشرطتنا الوطنية الباسلة ، وأن نوفر لهما كل ما يحتاجان إليه لأداء مهامهما النبيلة ، وفي الحديث النبوي الشريف : ” من جهز غازيا فقد غزا” ، ويقول (صلى الله عليه وسلم) : ” ومن خلف غازيا في أهله بخير فقد غزا ” ، وفي الحديثين لَفْتُ نظر المجتمع إلى ضرورة تجهيز حماة الأوطان بالعدد والعتاد الكافيين للقيام بمهامهم على الوجه الأكمل من جهة , ورعاية أسرهم سواء في أثناء قيامهم بمهامهم البطولية أم في حالة استشهاد أحدهم من جهة أخرى , وذلك بأن يقوم المجتمع بالوفاء لآل الشهيد وأسرته , فلا جود أعز من جود الإنسان بنفسه في سبيل وطنه ، وإن كل ما يقدم لآله من زوجه وأبنائه لهو دون ما جاد به البطل في سبيل الوطن , حيث جاد بروحه ونفسه ودمه.

           وبما أن حروب اليوم ليست كحروب الأمس ، ولا تنحصر في المواجهة المباشرة ، فثمة حروب الجيل الرابع والجيل الخامس ، وثمة حروب الشائعات والكذب والافتراء ، وتشويه الرموز الوطنية، وقلب الحقائق ، وتهوين الإنجازات ، وتهويل أي هنات ولو يسيرة ، قصد هدم الدولة وإشاعة الفوضى من أعداء الدين والوطن , ومن يستخدمونهم لتفكيك دولتنا وتفتيتها وإسقاطها ، فكتائب الجماعة الإرهابية تحاول بكل ما أوتيت من قوة إثارة الرأي العام لإشاعة الفوضى محترفة الكذب والافتراء والأباطيل ، فقد عميت أبصارهم وطمس على قلوبهم وصاروا لا يلوون على خلق ولا دين ولا قيم ، فالغاية عندهم تبرر كل الوسائل غير المشروعة ، فلا غايتهم مشروعة ولا وسيلتهم مشروعة .

       وعلينا أن نحذر سُمَّ هذه العناصر المشئومة ، بالتحري والتثبت وعدم اللهث خلف ما تنشره المواقع والصفحات الإخوانية والصفحات المجهولة فاقدة المصداقية ، فديننا دين التحري والتثبت ، يقول الحق سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ } ، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : “كفى بالمرء إثما أن يحدث بكل ما سمع ” ، ويقول (صلى الله عليه وسلم) : ” إن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار “، ويقول (صلى الله عليه وسلم) : ” وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله، لا يلقي لها بالا يهوي بها في جهنم”.

       وإذا كان هذا حال من يتكلم بالكلمة لا يلقي لها بالا ولا يفكر في عواقبها ، أو كان مجرد ناقل لها دون تفكير أو تثبت أو تمحيص ، فما بالكم بمن يكذب ويتحرى الكذب ، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : ” وإن الرجل ليكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا “، ويقول الحق سبحانه : {وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ}.

        حماية الأوطان ليس واجب القوات المسلحة وحدها ، ولا رجال الشرطة وحدهم ، إنما هو واجب أبناء الوطن جميعا كُلٌّ في مجاله وميدانه ، وأول واجباتنا هو كشف طبيعة هذه الجماعات والعناصر والخلايا الإلكترونية الإرهابية ، وكشف أمر عمالتهم وخيانتهم ، مع اتخاذ الإجراءات القانونية الحاسمة ضد كل من تسول له نفسه العبث بأمن الوطن واستقراره ، وأن يلاقي إجرامهم رفضا شعبيا حاسما من كل وطني غيور على وطنه حريص على أمنه وسلامه .

     وعلى أن حماية الأوطان أيضاً تتطلب توعية كافية بما تحقق من إنجاز في جميع المجالات ، وألا ننسى في هذه الأيام ونحن نعيش ذكرى 30 يونيه 2013م ، أن هذه الثورة قد صنعت تاريخا استثنائيا لمصر ، وجنبتها الفوضى العارمة التي وقعت فيها كثير من الدول فلم تقم ولم تخرج منها ، حيث استطاع القائد الحكيم السيد الرئيس/ عبد الفتاح السيسي أن يقوم بأكبر عملية إنقاذ وطني في عصرنا الحاضر ، ثم توالت الإنجازات في جميع المجالات: بداية من عملية ازدواج قناة السويس ؛ لتكون منطقة اقتصادية بكل ما تعنيه الكلمة من معان ، إلى مشروعات الكهرباء والطاقة، والغاز الطبيعي ، والطرق ، والإسكان ، واستصلاح الأراضي ، وإقامة المدن الجديدة العصرية المتكاملة ، والعاصمة الإدارية الجديدة ، وغير ذلك من المشروعات والإنجازات التي تتطلب الحفاظ عليها , والدفاع عن كل المكتسبات التي تحققت بالجهد والعرق والإرادة والتصميم ، وعدم السماح لقوى الشر والظلام بتشويهها أو النيل منها أو محاولة جرنا إلى الفوضى التي عصفت بكثير من دول المنطقة .

المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى