تلقي الرصاص ليس نزهة
البطولة ليست كلامًا , ولا مجرد شعارات , أو استعراض قوى ، البطولة شيء آخر ، البطولة عقيدة وإيمان ، البطولة عمل شاق وتدريب مستمر ، البطولة فداء وتضحية ووطنية متدفقة، ما أسهل الكلام وما أشق العمل ، إذ يمكن لكل إنسان أن يحمل سلاحًا ، أو أن يدجج بألف سلاح , لكن البطل قبل , والعبرة بما تكنه حنايا الصدور من بسالة وشجاعة , فليس كل إنسان قادرًا على تلقي الرصاص في صدره مقبلًا غير مدبر، إنهم فقط الأبطال العظماء ا لذين وصفهم الشاعر بقوله:
أبَــــو أن يفرُّوا والقَنا في نُحـورهـم |
ولم يرتَقوا من خَشية المـوت سُلَّمــا |
ولو أنَّهم فــرُّوا لكانـــــــــوا أعـــــزَّةً |
ولكـنْ رأوا صبرًا على الموتِ أكرَما |
وأكمل القول فأقول : |
فماتـــوا كرامًا والقنــــا في صدورهم |
لنحيــــا عظامًــــــا عـــــزةً وتكرّمـــــا |
فحيـــوا بنــــــي الأبطال ألف تحية |
وكونوا لهم خلفــًا كريمـــًا معظِّمــــا |
القادرون على تلقي الرصاص في صدورهم هم أبطالنا ممن تربوا في مدرسة الوطنية، إنهم أبناء القوات المسلحة المصرية وزملاؤهم من رجال الشرطة البواسل.
لقد شد انتباهي وبقوة ما تابعته في الندوة التثقيفية الرابعة والعشرين لقواتنا المسلحة الباسلة تحت عنوان : “مجابهة الإرهاب .. إرادة أمة” التي أقيمت بمسرح الجلاء يوم الخميس 9 / 2 / 2017م ، وما شاهدناه من بطولة الرائد/ كريم أحمد بدر وزميله الشهيد محمد طه عبده وزملائهم في معركة كمائن الرفاعي بالشيخ زويد بشمال سيناء في مواقف شجاعة تعمق الانتماء للوطن , وتثير في نفس كل وطني حر معاني إباء وبسالة لا تنسى ، مواقف جديرة بأن تُدرَّس للصغير والكبير ، مع ما تابعناه من هذه الاستراتيجية الإعلامية التي أشار إليها الأستاذ الدكتور/ عبدالمنعم سعيد رئيس مجلس إدارة المصري اليوم في كلمته الواعية المركزة , لكشف مؤامرات أهل الشر، غير أن هناك معني جديرًا بأن نقف عنده طويلاً وبتأمل وروية , وأن نجعل منه استراتيجية واضحة يضعها كل مسئول نصب عينيه وهي أنه لا مكان لأهل الشر في مؤسسات الدولة , وعلى كل مؤسسة أن تنقي نفسها من المخربين والمفسدين والخونة العملاء من أعضاء الجماعات المتطرفة ومن يتبنون فكرها ويؤمنون به , وعلى رأسهم جماعة الإخوان الإرهابية ، لأنهم وبوضوح خطر داهم سواء على أمننا العام أم أمننا الاقتصادي أم الفكري أم الثقافي أم الخدمي بمحاولاتهم التعويق وتعطيل المسيرة .
إذ يجب أن نقضي على كل هذه الجماعات وعلى فكرها المتطرف قضاءً حاسمًا , وأن نئد مبكرًا محاولاتهم المستميتة للعودة إلى المشهد السياسي عبر التسلل إلى مفاصل صنع القرار في الدولة ، فلطالما حرست هذه الجماعات وعناصرها على العمل السري في الظلام كالخفافيش , يتعاملون بالكذب والخداع ومبدأ أن الغاية تبرر الوسيلة ، أي وسيلة كانت شريفة أو غير شريفة ، فلهم أهداف هم على استعداد أن يسفكوا في سبيلها الدماء أي دماء ، وأن يبيعوا الأوطان أي أوطان ، وأن يخربوا عامر البنيان بلا وازع من دين أو قيم أو ضمير إنساني حي ، ويمكن أن يظلموا أي الظلم في سبيل تحقيق غاياتهم ، بل قل إنهم ليعدون إقصاء غيرهم أو حرمانه من حقه أمرًا طبيعيًا لا ظلم فيه ، فكل من ليس معهم هو عدو لهم , إذ يقولون لو كان صالحًا لكان معنا , من باب وهم أنهم أصحاب الصلاح وغيرهم ما بين كافر , وفاسق , ومارق , وعاصٍ , بل يذهب غلاتهم إلى استباحة دم كل من خالفهم واستحلال ماله ، وليس ما تقوم به خلاياهم النوعية من فساد وإفساد وإرهاب وتفجير عنا ببعيد.
وأؤكد على ما يأتي :
- أن عناصر الإخوان خطر داهم , أينما حلوا لا يأتون بخير , وأن وصف ذي الوجهين كأنما لم يكن إلا لهم , وإن أخطأهم فلن يجد شرًا منهم.
- أن هذه الجماعة لا تؤمن بوطن ولا بدولة وطنية , وأنهم متى حلوا دارًا أو بلدة أو مؤسسة بذلوا أقصى ما في وسعهم لأخونة أكبر قدر ممكن من أبنائها ورجالها والعناصر التي يتوقع أن تكون نافذة فيها يومًا ما , ذلك أنهم ينتهجون منهج الاستعمار الذي رباهم على زرع ذيول وأتباع وعناصر لهم في كل مكان يحلون فيه.
- أن جماعة الإخوان عبر تاريخها الدموي شكّلت حاضنة كبرى لكل الجماعات والأفكار المتطرفة , وهي على استعداد للتحالف حتى مع الشيطان لتحقيق مآربها.
يجب وبحسم ألا يُمكّن للعناصر الإرهابية من هذه الجماعة من أي عمل قيادي في أي مفصل من مفاصل الدولة القيادية أو الحيوية , لأن قلوبهم السوداء قد انطوت على الفتنة والإقصاء , والفساد والإفساد , وكره المجتمع , والعمل على تعطيل مسيرته , والشعور بالتميز عليه , إذ يترسخ في أذهانهم ظلمًا وزورًا أنهم جماعة الله المختارة , مما يستدعي أقصى درجات اليقظة والحذر من هذه الجماعة الإرهابية وعناصرها الشريرة وحلفائها المغرضين.