:أهم الأخبارمقالات

المدرسة القرآنية

القرآن الكريم كلام الله عز وجل ، المنزل على نبينا محمد ( صلى الله عليه وسلم ) ، المتعبد بتلاوته ، المتحدى بأقصر سورة منه ، من قال به صدق ، ومن حكم به عدل ، ومن عمل به أُجر ، ومن دعا إليه هُدي إلى صراط مستقيم .

وإنه لمناط الفصاحة والبلاغة ، لم تلبث الجن إذ سمعته أن قالوا : ” إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا * يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا ” ، وما أن سمع أحد الأعراب قول الله تعالى : ” وَقِيلَ يَاأَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَاسَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ” ، حتى انطلق قائلا : أشهد أن هذا كلام رب العالمين لا يشبه كلام المخلوقين ، وإلا فمن ذا الذي يستطيع أن يأمر السماء أن تُقلع عن إنزال الماء فتقلع ؟، والأرض أن تبلع ماءها فتبلع ؟، إنه رب العالمين ولا أحد سواه .

ورأى الأصمعي امرأة بليغة فصيحة فأُعجب ببلاغتها وفصاحتها ، فقال لها : قاتلك الله ما أفصحك ، فقالت : يا هذا أي فصاحة وأي بلاغة إلى جانب فصاحة وبلاغة كتاب الله (عز وجل) ؟، لقد جمع في آية واحدة بين أمرين ونهيين وخبرين وبشارتين ، وذلك حيث يقول سبحانه : ” وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ ” ،  فالقرآن الكريم مناط الفصاحة ، ومعدن البلاغة ، وهو مع كل ذلك رحمة وشفاء ، حيث يقول الحق سبحانه : ” وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ” ، وهو هدى ونور يقول تعالى: ” وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ ” ، وهو أحسن القصص ، حيث يقول الحق سبحانه : ” نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ ” ، وهو أصدق الكلام حيث يقول سبحانه: ” وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا ” ، وحيث يقول عز وجل: ” وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا ” ، وهو أحسن الحديث ، حيث يقول الحق سبحانه : ” اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ” ، ويقول سبحانه : ” الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا * قَيِّمًا لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا * مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا ” ، ويقول سبحانه : ” إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا ” .

ولذا كان خير الناس من تعلم القرآن وعلمه ، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : ” خيركم من تعلم القرآن وعلمه “، ومن قرأ منه حرفا كان له به عشر حسنات ، يقول (صلى الله عليه وسلم) : “مَنْ قَرَأ حَرْفاً مِنْ كِتَابِ اللهِ فَلَهُ حَسَنَةٌ ، وَالحَسَنَةُ بِعَشْرِ أمْثَالِهَا ، لاَ أقول : ألم حَرفٌ ، وَلكِنْ : ألِفٌ حَرْفٌ ، وَلاَمٌ حَرْفٌ ، وَمِيمٌ حَرْفٌ  ” ،  وأهل القرآن هم أهل الله وخاصته ، حيث يقول نبينا  (صلى الله عليه وسلم) : ” إِنَّ لِلَّهِ أَهْلِينَ مِنْ النَّاسِ. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ هُمْ؟ قَالَ: “هُمْ أَهْلُ الْقُرْآنِ، أَهْلُ اللَّهِ وَخَاصَّتُهُ ” ، ومن ثم وفي إطار اهتمامنا بخدمة كتاب الله عز وجل فإننا قد فكرنا في دعم مشروعاتنا في خدمة القرآن ، بهذا المشروع الجديد الذي أطلقنا عليه مدرسة المسجد الجامع  التي تنطلق بالمساجد الكبرى والجامعة ، والتي يقوم على العمل بها محفظون ومحفظات أكفاء متميزون ، وتقدم هذه المدارس جميعا خدماتها بالمجان خدمة لكتاب الله عز وجل من جهة ، وقطعًا للطريق على الجماعات المتطرفة من العبث بعقول النشء من جهة أخرى.

المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى