التحذير من المنهزمين نفسيا
أكثر ما يجب الحذر منه هو هؤلاء المهزومون نفسيا أو المأجورون لإلحاق الهزيمة النفسية بأوطانهم وأمتهم وذويهم ، يهونون من شأنها ، ويعظمون من شأن غيرها ، يجعلون مصائرها بأيدي غيرها ، ويريدونها دائما متبوعا لا تابعا ، ومفعولا به لا فاعلا ، مستهينين بتاريخها العريق و قدراتها الكامنة ، التي لا تحتاج أكثر من نفض الغبار عنها لتلمع كالذهب من جديد .
أمتنا كالمعدن النفيس ، قد تمرض ولكنها لا تموت ولن تموت بإذن الله تعالى ، ولن تكون يوما من سقط المتاع بإذن الله تعالى .
الحذر الحذر من الهزيمة النفسية ، ومن دعاتها المأجورين ، ومن قنواتها وأبواقها المشبوهة ، الذين لا يستحون من الله ولا من الناس ، ولا يخجلون من أنفسهم وإن خجل الكون كله منهم ، وحقا كما قال نبينا ( صلى الله عليه وسلم ) : ” إذا لم تستح فاصنع ما شئت” .
إن من أخطر مداخل الهزيمة النفسية الاستهانة بالذات وتضخيم شأن الآخر , لتستسلم الشعوب دون مقاومة , وهذا موطن الداء وبيت القصيد , غير أن الشعوب العريقة حضارة وتاريخا غالبا ما تستعصي على هذه المحاولات , فما بالكم لو كانت تدافع أيضا عن دينها وشرفها.
غير أن من يحاولون إسقاط الدول لا يمكن أن ينجحوا بهذه الطريقة إلا باستخدام بعض عديمي الوطنية والإنسانية من بعض أبنائها , فلم تسقط دولة عبر التاريخ إلا كانت الخيانة من بعض أبنائها من داخلها أو خارجها أحد أهم أسباب سقوطها .
ومن هنا كان لا بد من الحسم مع كل من تثبت عمالته أو خيانته أو ولاؤه لجماعات التطرف والإرهاب وأهل الشر والضلال .