:أهم الأخبارمقالات

الأرقام لا تكذب

     إذا كان التاريخ خير شاهد , وأنه لا يكذب , وبعبارة أكثر تحديدًا : إذا كانت الأرقام لا تَكذِب ولا تُكَذّب فإن أربعة وخمسين مؤتمرًا ومسابقة عالمية أقامتها ونظمتها وأعدت لها وزارة الأوقاف المصرية لتاريخ عريق ، فقد كانت البداية بالمؤتمر الأول للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية سنة 1408هـ – 1988م تحت عنوان : “مشكلات الشباب المعاصر .. الغزو الفكري وكيفية مواجهته” , ثم توالت المؤتمرات ،  فقد أقمنا في السنوات الأربع الأخيرة  فقط في ظل قيادة السيد الرئيس / عبد الفتاح السيسي خمسة مؤتمرات دولية كان الأول منها تحت عنوان ” عظمة الإسلام وأخطاء بعض المنتسبين إليه: طريق التصحيح  ” ، والثاني تحت عنوان : “رؤية الأئمة والدعاة لتجديد الخطاب الديني وتفكيك الفكر المتطرف ” , والثالث تحت عنوان : ” دور المؤسسات الدينية في العالمين العربي والإسلامي في مواجهة التحديات الواقع والمأمول.. نقد ذاتي ورؤية موضوعية ” ، والرابع تحت عنوان : ” دور القادة وصانعي القرار في نشر ثقافة السلام ومواجهة الإرهاب والتحديات” ، والخامس تحت عنوان : ” صناعة الإرهاب وحتمية المواجهة  وآلياتها ” ، ونقيم هذا العام المؤتمر السادس في عهد سيادته والتاسع والعشرين في تاريخ المجلس الأعلى للشئون الإسلامية تحت عنوان : “بناء الشخصية الوطنية وأثره في تقدم الدول والحفاظ على هويتها”, بغية الإسهام في بناء الشخصية الوطنية ، وترسيخ مشروعية الدولة الوطنية والهوية الوطنية والولاء والانتماء الوطني ، خدمة للدين والوطن معًا ، لإيماننا الراسخ المتجذر في أعماق النفس بأن مصالح الأوطان من صميم مقاصد الأديان .

     وفي ذلك كله ما يشهد باهتمام مصر عبر تاريخها الطويل بنشر الفكر الإسلامي الوسطي الصحيح , وأنها هي حاملة لواء الوسطية والريادة الإسلامية لم ولن تتغير ولن تحيد عن حمل هذا اللواء .

    كما أن في إقامة هذا المؤتمر وغيره من المؤتمرات إلى جانب الأبعاد العلمية نعمد إلى إرسال رسالة للعالم كله عن بعض معالم الحضارة المصرية من خلال الزيارات والجولات الميدانية التي تنظمها وزارة الأوقاف المصرية لضيوف المؤتمر الذين يمثلون في الغالب أكثر من خمسين دولة ومنظمة عالمية سنويًّا.

    كما يعد تاريخ المسابقة العالمية للقرآن الكريم التي تعقد هذا العام للمرة الخامسة في ظل قيادة السيد الرئيس / عبد الفتاح السيسي وهي المرة السادسة والعشرون في تاريخ المسابقة تاريخًا عظيمًا .

    ومع السبق التاريخي والشفافية المطلقة لهذه المسابقة فإنها تتسم بالمرونة والتجدد وتنوع فروعها , فهي لا تُعنى فقط بمجرد حفظ القرآن الكريم مع نبل هذا الهدف وعظمته , إنما تعني إلى جانب اهتمامنا بالقرآن الكريم وأهل القرآن وحفظة القرآن وإكرامهم ، بتفسير القرآن الكريم وفهم مقاصده العامة , وتشجيع الناشئة وأصحاب الصوت الحسن , وإخراج جيل من القراء والمقرئين وشيوخ المقارئ المتميزين والمكاتب العصرية .

    على أن حرصنا الشديد على انتظام إقامة المسابقة دوريًّا إنما هو تأكيد لهذا الاهتمام والعناية بخدمة القرآن الكريم وأهل القرآن في ضوء الوفاء بواجبنا تجاه كتاب الله (عز وجل) ، كما أنه يأتي في إطار دور مصر الريادي في تشجيع حفظة كتاب الله (عز وجل) ، وتأصيل وترسيخ الفهم الصحيح المستنير للقرآن الكريم ، وأن فتح جميع فروع المسابقة للجنسين هذا العام إنما هو إيمان منا بدور المرأة وحقها في التعلم والتعليم ودورها في نشر الفكر الإسلامي الصحيح المستنير ووقوفها إلى جانب الرجل واعظة ومربية ومعلمة ومحفظة لكتاب الله (عز وجل) ، مؤكدين أن تجربة وزارة الأوقاف المصرية في الاستفادة بجهود الواعظات والمحفظات تجربة ثرية نعمل على التوسع فيها وتنميتها وتعظيم فوائدها خدمة لديننا ووطننا وكتاب ربنا (عز وجل).

 

المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى