:أهم الأخبارمقالات

إلا حرم رسول الله وجواره

صورة-واسعة-للمسجد-النبوى (1)

لا شك أن مسجد النبي (صلى الله عليه وسلم) هو مقصد شرعي للمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها , حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : “لاَ تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلاَّ إِلَى ثَلاَثَةِ مَسَاجِدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ، وَمَسْجِدِ الرَّسُولِ  (صلى الله عليه وسلم) وَمَسْجِدِ الأَقْصَى” (متفق عليه) , وحيث يقول (صلى الله عليه وسلم) : “صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ إِلَّا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ” (صحيح مسلم) , وبه روضته الشريفة , وبين قبره (صلى الله عليه وسلم) ومنبره روضة من رياض الجنة.

ولقد كان بعض التابعين إذا اقترب من ساح حرم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ارتجل من على دابته  وخلع نعليه , وقال : نزلنا عن رواحلنا وخلعنا نعالنا إكرامًا لصاحب هذا القبـــر أن نلـــم به ركبًـا .

وهذا هو المعنى الذي أخذه حكيم العربية أبو الطيب المتنبي فقال :

نزلنا عن الأكوار نمشـي كرامـة
لمن بان عنه أن تلــم بــه ركبــا

     فأي مسلم هذا الذي يمكن أن يفكر مجرد تفكير في المساس بهذه البقعة المباركة , بدل أن يفديها بروحه ودمه ؟ اللهم إلا إذا كان قد تجرد من كل معاني الإسلام , وكل معاني الإيمان , وكل معاني الإنسانية , فلم يعد له نصيب ولا حظ من دين ولا خلق ولا قيم ولا مروءة ولا إنسانية أو آدمية .

         ولا شك أن حرمة جوار رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ميتا كحرمة جواره حيًا , وقد سمع الإمام مالك بن أنس (رضي الله عنهما) رجلا يرفع صوته في مسجد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال يا هذا الزم الأدب في حضرة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) , فإن الله (عز وجل) قد مدح أقوامًا فقال : ” إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ” (الحجرات : 3) , وذم أقوامًا فقال : ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ” (الحجرات : 2) , وإن حرمة رسول الله ميتا كحرمته حيًّا .

        وإن العمار والزوار لحرم الله وحرم رسوله (صلى الله عليه وسلم) إنما هم وفد الله وضيوفه , فمن فكر في الاعتداء عليهم أو ترويعهم فقد حاد الله ورسوله , وإذا كان رب العزة (عز وجل) قد توعد من يفكر في المساس بحرمه الآمن , فقال سبحانه : ” وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ” (الحج : 25) , فإن عقابه سبحانه لمن يفكر في المساس بحرم رسوله (صلى الله عليه وسلم) سيكون عظيمًا في الدنيا والآخرة .

        وإن الدفاع عن الحرمين الشريفين وافتداءهما بالغالي والنفيس يُعد فرد عين على المملكة وأهلها وفرد كفاية على المسلمين جميعًا , إذا قام به بعضهم سقط الإثم عن الباقين , وإن لم يقم به أحد أثموا جميعًا في مشارق الأرض ومغاربها , على أننا على ثقة في الله (عز وجل) بأنه حافظ حرمه وحرم نبيه (صلى الله عليه وسلم) ,  ثم إننا لعلى ثقة في قدرة أشقائنا في المملكة العربية السعودية على حماية الحرمين الشريفين وقطع اليد التي تفكر في المساس بهما , ونحن جميعًا فداء لحرم الله وحرم رسوله (صلى الله عليه وسلم) , ونقف صفًا واحدًا ويدًا واحدة مع أشقائنا في المملكة العربية السعودية حتى نجتث الإرهاب الأسود من جذوره بإذن الله تعالى.

المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى