:أهم الأخبارمقالات

أخلاق الصائمين

    ديننا دين مكارم الأخلاق ، ورسالة نبينا مبنية على حسن الخلق ، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : ” إِنَّمَا بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الأَخْلاقِ ” (مسند البزار) ، وفي رواية : “إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ حُسْنَ الأَخْلاَقِ” (موطأ مالك) ، ويقول (صلى الله عليه وسلم) : ” الْبِرُّ حُسْنُ الْخُلُقِ، وَالإِثْمُ مَا حَاكَ فِي صَدْرِكَ وَكَرِهْتَ أَنْ يَطَّلِعَ عَلَيْهِ النَّاسُ “(صحيح مسلم) ، ويقول (صلى الله عليه وسلم) : “إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَحَاسِنَكُمْ أَخْلَاقًا” (سنن الترمذي) ، ولما سئل (صلى الله عليه وسلم): ما أكثر ما يدخل الجنة ؟ قال (صلى الله عليه وسلم): ” أَكْثَر مَا يُدْخِلُ النَّاسَ الْجَنَّةَ تَقْوَى الله وَحُسْنُ الْخُلُقِ” (مسند أحمد) .

   وشهر رمضان خاصة هو شهر مكارم الأخلاق يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) :” الصيامُ جُنة ، وإذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَصْخَبْ، فَإِنْ سَابَّه ُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ : إنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ” (رواه مسلم) ، ومعنى (جُنة) أي وقاية يقي صاحبه من الزلل في الدنيا ومن عذاب الله يوم القيامة ، فإذا لم يكن وقاية لصاحبه في الدنيا من الوقوع في المعاصي ، فصاحبه على خطر أن يقع في دائرة قول نبينا (صلى الله عليه وسلم): “رُبَّ صَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ صِيَامِهِ إِلَّا الْجُوعُ ، وَرُبَّ قَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ قِيَامِهِ إِلَّا السَّهَرُ”(رواه النسائي).

    وبعض العامة قد يُستفزُّ في رمضان ، فيقول آخر دعه فإنه صائم وأخلاقه ضائقه ، وكأن الصوم ُيضيِّق الأخلاق لا يوسعها مع أن الأمر على العكس من ذلك ، حيث يؤكد الحديث الشريف على ضبط الصائم لسلوكه وألفاظه ، فإن سابه أحد أو شاتمه فليقل إني صائم .

  وقد وردت كلمة “سابَّه ” وكلمة “قاتله” بصيغة المفاعلة للتأكيد على رباطة جأش الصائم ، ومهما حاول أحد أن يستفزه بالمساببة أو المشاتمة استمسك بما يمليه عليه صيامه فقال “إني صائم ، إني صائم” فالعبادات تهذب السلوك والأخلاق ، وتقومها وتنهي صاحبها عن الفحشاء ، والمنكر .

    ونؤكد أن حسن الأخلاق وحسن التعامل مع الخلق دليل على صحة العلاقة وصدق النية مع الخالق (عز وجل) ، أما سوء الأدب مع الخلق فهو أيضًا سوء أدب مع الخالق ، لأن الخالق هو من أمرنا بمكارم الأخلاق

  ورمضان هو شهر الصبر ، وشهر الحكمة ، وشهر الصدق ، وشهر العفو ، وشهر الصفح، وشهر الكرم ، وشهر الأدب ، وشهر القرآن الذي هو مناط مكارم الأخلاق ، وقد سُئلت السيدة عائشة (رضي الله عنها) عن أخلاقه (صلى الله عليه وسلم) فقالت : “كان خلقه القرآن” .

ولما عاد نبينا (صلى الله عليه وسلم) إلى السيدة خديجة (رضي الله عنها) عند بدء نزول الوحي عليه يقول “زملوني زملوني” قالت  : كلَّا! والله ما يخزيك الله أبدًا؛ إنك لتصل الرحم، وتصدُقُ الحديثَ، وتَحمِل الكَلَّ، وتَكسِبُ المعدومَ، وتَقري الضيف، وتعين على نوائب الحق ”

هذه هي أخلاق ديننا وأخلاق نبينا (صلى الله عليه وسلم) : إكرام الضيف ، وصلة الرحم ، وإعانة المحتاج ، وإغاثة الملهوف ، وسائر مكارم الأخلاق .

وإذا كانت هذه هي أخلاق الإسلام بصفة عامة ، فإن الاستمساك بها في هذا الشهر العظيم أولى ، فقد كان نبينا (صلى الله عليه وسلم) أجود الناس ، غير أنه كان أجود ما يكون في رمضان ، لما في هذا الشهر العظيم من الخير والبركات ومضاعفة الحسنات .

المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى